نيويورك ـ مادلين سعاده
عندما زارت "كوكو شانيل"، نيويورك في عام 1931 ، أشارت صحيفة "شيكاغو تريبيون"، إلى أنها وصلت مع اثنين من المساعدين وثلاث خادمات و 15 صندوقًا و 35 حقيبة أمتعة إضافية، بعد سبعة وثمانون عامًا، لا تزال دار الأزياء التي أسستها تسير على نفس النهج.
ووفقًا لصحيفة "الغارديان" البريطانية، قام متحف "المتروبوليتان للفنون في مدينة نيويورك بفرش السجاد الأحمر لشانيل، الثلاثاء، واستضاف أول عرض لدار الأزياء في المدينة الأميركية، منذ ثلاثة عقود، حيث حول معبد دندور في جناح ساكلر، إلى ممر عرض لمجموعة كارل لاغرفيلد "Metiers d’Art".
وانسجم شانيل مع الرموز أينما ذهبت، عندما يكون لاغرفيلد في نيويورك، يصبح أكبر متحف في المدينة منصة لعرض تصميماته، ويتم الإعلان عن المعرض في جميع أنحاء المدينة، وتصور الملصقات "كوكو"، على أنها تمثال الحرية، وهي تحمل تاجًا مدببًا، وشعلة ملتهبة.
وتقول علامة "شانيل" التجارية، إنها تمثل عرضًا للثقافة، وهذا ما حدث مع أحدث مجموعات الدار لموسم ما قبل خريف 2019، والتي استوحيت من مصر ومن الحضارة الفرعونية.
وركز لاغرفيلد في مجموعته الجديدة "الفنون الحرفية - Metiers d’Art"، على مصر هذا العام، وقد اختار الإطار المناسب لها، حيث أقام العرض في وسط القاعة الضخمة، التي تضم معبد "دندور"، الذي فككته مصر حتى لا تغمره مياه سد أسوان وأهدته بعد ذلك إلى الولايات المتحدة، وهو موجود الآن في متحف "متروبوليتان".
ومن خلال عرضه، طرح لاغرفيلد، نسخة عصرية عن مصر القديمة وخلط المصمم الألماني بين هوية الماركة الفرنسية والفراعنة، من خلال فساتين طويلة بيضاء، وملونة، كانت ترتديها النساء المصريات ترافقها تنانير وسترات.
وأصبحت العلامة التجارية هذا الأسبوع، أحدث عملاق للأزياء، يحظر استخدام الجلد والفراء في منتجاته، وقال برونو بافلوفسكي ، رئيس الأزياء في شانيل، "أصبح من الصعب على نحو متزايد أن نصدر جلودًا طبيعية للحيوانات، تتوافق مع معاييرنا الأخلاقية، في هذه الأثناء ، نستثمر الكثير في البحث والتطوير، والابتكارات في المواد البديلة".
ويقدم عرض أزياء "Metiers d’art"، نوع أزياء فريد لشانيل، تم تصميمه لعرض الأعمال الفنية الخاصة بـ 26 منصة متخصصة تملكها شانيل، من أعمال التطريز والريش إلى صناعة القفازات.
وعرض أزياء باهظة التكاليف في متحف بارز، هي فكرة غير واضحة، لكن عبقرية لاغرفيلد، تضيف فهمًا كافيًا لإثارة اهتمام كبير، وإيجاد تآزرات مرئية، تجعل مجموعاته ترضي بشكل فريد مختلف الأذواق.
وجاءت تشكيلة الأزياء باللون الذهبي، واستخدم المصمم القماش الشفاف الذي يشبه "الشاش"، وتلك الخامة التي اشتهرت بدورها في الرسوم الفرعونية القديمة ثم توالت التصميمات المستوحاة من الطراز الفرعوني.
أما عن الحقائب والأحذية، والذي استخدم فيها الورق البردي، مع نقش بعض الرموز الفرعونية والحروف الهيلوغريفية بالألوان المختلفة، مثل الأحمر والأزرق والبيج.
ولا يقتصر العرض على تصميم الملابس ونقل الطابع الفرعوني بهذا الشكل المناسب، بل حرص أيضًا على أن يكون شكل العارضات يشبه المرأة الفرعونية في هذه الفترة الزمنية، إذ تم وضع الكحل الفحم بكثافة على الجفن العلوي ليعطي مظهرًا قويًا وجذابًا.
وجاءت بدلة شانيل الكلاسيكية مع طوق عريض مستدير مع مكياج الكحل الثقيل، للحصول على نظرة تميل إلى السلطة، في كل من تجسيد وفي الأطواق المزخرفة بشكل كبير من قبل النخبة المصرية القديمة.