باريس ـ مارينا منصف
بعد مرور عام على احتجاجات السجادة الحمراء في مهرجان "كان"، للمطالبة بالمساواة في الأجور لعام 2018، كان أبرز شيء عن موسم الجوائز هذا العام هو غياب تلك الاحتجاجات، بل نجد أنه على سبيل المثال أن حفل توزيع جوائز "غولدن غلوب"، ركّز هذا العام على فستان ليدي غاغا الفريد من تصميم دار أزياء "فالنتينو"، بدلًا من هاشتاغ #TimesUpx2، بينما تستعد هوليوود لجوائز نقابة الممثلين السينمائيين (SAG) يوم الأحد، وحفل توزيع جوائز الأوسكار الشهر المقبل، فهل يتبلور الخطاب السياسي لعام 2018 في الملابس التي تلعب دورًا للتعبير عنه؟
لا تزال تنبؤات السجادة الحمراء مفتوحة على مصراعيها، ويقترح حفل غولدن غلوب ظهور السراويل المطوّرة والتي تشبه بنطال جوليا روبرتس من تصميم ستيلا مكارتني، والذي يأتي في صورة فستان منقسم جزء منه إلى بنطلون، والذي ربما يعبّر عن النسوية بشكل كبير، بينما نجد ليدي غاغا، تختار ازياء ذات تلميح إلى بعض الانقسام إلى ما نحن عليه بعد 12 شهرًا من الحملات الاحتجاجية لفضيحة التحرش الجنسي في هوليوود واطلاق حملة #MeToo.
أقرا أيضًا: أفضل عطور "جيفنشي" للمرأة الباحثة عن إطلالة ساحرة
يشير مؤشر Vanity Fair Hollywood هذا الأسبوع، وهو مؤشر جيد آخر، إلى الفساتين الحمراء للنساء، وربطة العنق السوداء للرجال، لكن عروض الأزياء الراقية الربيعية التي أقيمت هذا الأسبوع في باريس، ربما تكون الأكثر إفادة، والتي تشير إلى أن هذا الموسم يتوزع بالتساوي بين البنطلونات والفساتين.
افتتحت كلير وايت كيلر عرض "جيفنشي"، وهي واحدة من أكثر العلامات التجارية التي تقدم الأزياء الراقية العصرية، مجموعتها بزوج من سراويل "اللاتكس"، في حين أن أرماني بريفي، وهي واحدة من أكثر علامات التي تظهر على السجادة الحمراء على نطاق واسع، قدمت مجموعة من تسعة تصميمات مختلفة للسراويل هذا الموسم، بينما ركزت كل من "فالنتينو" و"ديور" و"بالمين" و"شياباريللي" على القطع الهائلة التي يمكن أن تلعب دورًا واضحا في الحملات النسوية والقضايا التي يركز عليها نجوم هوليوود.
ربما نادرًا ما تعكس الأزياء الراقية العالم الواقعي، ولكن في هذا العام، فإنها تشير إلى أن كلا الاتجاهين الواقع والخيال، وقالت كارولين ماير، أخصائية الموضة "من خلال ارتداء البنطلون، يعني ذلك انك معترف بالانسيابية الجنسية، لكن الثياب الأنثوية بشرط ألا تكون مثيرة بشكل علني، تعطي طابعا قويًا بنفس القدر والتي تعني انه يمكنك أن ترتدي ما تريدين، ولا يعطي ذلك الحق لأحد في لمسك".
إنه تغيير ملحوظ منذ عام 2018 بالنظر إلى حملة MeToo، ومع ولادة حركة TimesUp، كانت السجادة الحمراء في العام الماضي في حفل الغولدن غلوب بمثابة موجة من الاحتجاجات البصرية وهو نفس الأمر في حفل الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون وحفل توزيع جوائز الأوسكار.
العلاقة بين هوليوود والأزياء التي كانت متأصلة بدقة منذ سنوات هي الآن أكثر من ذلك. وفي معرض حديثه في باريس الأسبوع الماضي، قال كيم جونز، المدير الفني في ديور، إن المصممين لا يكتفون بالعمل مع وضع السجادة الحمراء في الاعتبار فحسب، بل إنها غالبًا ما يهتمون أكثر بالقضايا العامة. وأضاف المصمم البريطاني "إنها طريقة جيدة لتظهر للناس فكرة عن ما نمر به".
بدأ ظهور البنطلون لأول مرة على السجادة الحمراء في هوليوود في أوائل الستينيات عندما بدأت النسوية في الظهور بشكل كبير على الرغم من أن باربرا سترايسند ارتدت بذلة عندما حظت بجائزة أفضل ممثلة في أوسكار عام 1969، إلا أن ذلك لم يحدث إلا بعد ثلاث سنوات من حياة الممثلة جين فوندا بالإضافة إلى تحول في هويتها، حيث أصبحت السراويل مقبولة . ثم ارتدت فاي دوناوا البنطلون في عام 1977، وارتدت جودي فوستر عندما حصلت على الأوسكار وهي ترتدي بنطلون من تصميم أرماني في عام 1992، وارتدت جوليا روبرتس بدلة أرماني للرجال في غولدن غلوب في عام 1990.
كما هو الحال دائمًا، تعد المبيعات عنصرًا أساسيًا، من خلال عرض الأزياء إلى التجارة، وهو جانب متزايد القوة. وقالت ليان ويجينز من موقع Matchesfashion.com: "إن كلا الاتجاهين يتماشى مع ما يتم بيعه. وبالنسبة لموسم ربيع وصيف 2019، فإننا نركز على هذه الفكرة حول نهج النسوية"، وأضافت "من المثير للاهتمام أن نرى ما يحدث حولنا من خلال ما نرتديه، الفكرة القائلة بأن الناس لا ينظرون إلى الملابس فعليًا على انها بمثابة قضية، حتى لو ارتديت بدلة، هي فكرة ساذجة، ان اعتماد زي معين هو خطوة في حد ذاتها لتسليط الضوء على قضية ما".
وقد يهمك أيضًا: