الرياض ـ منى المصري
تتطلّب إدراة مجلات الأزياء والموضة العالمية وبخاصة التي تصدر عن الشرق الأوسط اتباع نهج حساس ودبلوماسي للغاية، إذ أحدث غلاف مجلة فوغ آرابيا ضجة كبيرة، حيث ظهرت الأميرة هيفاء بنت عبدالله آل سعود، ابنة الملك الراحل، والتي تتقدم ببراعة في مقعد القيادة في سيارة مكشوفة، وصمم الغلاف للاحتفال برفع الحظر المفروض على قيادة النساء السعوديات، لكنه جاء في وقت سُجن فيه العديد من النشطاء الذين قاتلوا من أجل الحق في القيادة.
ويركّز الإصدار الأخير من هاربر بازار أربيا على المملكة العربية السعودية، لكنه يأخذ موقفا مختلفا، إذ قدمت المجلة عارضة الأزياء السعودية تليدة تامر، والتي تبلغ من العمر 17 عامًا، وهي لأب سعودي وأم ايطالية. تقول لويز نيكول، رئيسة تحرير المجلة: "منذ تأسيس هاربر بازار أرابيا في عام 2007، كنا ندرك تمامًا تمثيل المرأة العربية التي يجب إعطاؤها صوت.. نحن بصدد الاحتفاء بقصص هؤلاء ونجاحاتهم وصراعاتهم لسوء الحظ، يمكن أن نواجه تحدياتها، فمن الناحية التاريخية، لم تكن المرأة قادرة على أن تصور أو أن يكون لها صوت عام، لكن كل شيء تغير الآن".
ولم يعد يركّز الكثير من المجلات عن الأزياء والموضة في حد ذاتها فقط، بل أصبحت تركز أيضا عن العارضات، وكون تليدة تامر هي العارضة الأولى من أصل سعودي التي ظهرت صورتها غلاف مجلة عالمية، فهذا أمر مسبوق، وكون فتاة سعودية تتخذ هذه المهنة كخيار مهني فهذا مقياس ذو معنى للحرية والتقدم، وتقول نيكول "منذ بضع سنوات مضت لم يكن هذا ممكنا لقد شاهدت فتاة سعودية على الغلاف الأمامي لمجلة الأزياء في سياق كونها عارضة أزياء، وهذا لا يصدق".
وساعد تليدة أن المهنة تسري في دم عائلتا حيث عاشت وعملت أمها الإيطالية كريستينا في نيويورك وطوكيو وميامي كعارضة أزياء قبل أن تتزوج من والدها السعودي أيمن تامر الذي يدير شركة أدوية، وتقول تليدة "رأيت العديد من الصور الجميلة لأمي عندما كنت أصغر سنا بكثير.
كنت أفكر في نفسي "هذا ما أحب أن أفعله". أريد فقط التقاط صور جميلة مثل صورها. وفي الأسبوع المقبل ستظهر تليدة لأول مرة في عرض أنطونيو غريمالدي في أسبوع الموضة في باريس، وهي تخطط لمواصلة مهنتها كعارضة مع دراستها، وستنتقل قريباً من جدة إلى ميلانو لدراسة التسويق.