وزير الدفاع موشيه يعالون

قدمت مجموعة من كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي مؤخرا توصية لوزير الدفاع موشيه يعالون بالتفكير جديا في تخفيف الحصار على غزة والذي يساهم في الحفاظ على الهدوء لفترة زمنية طويلة مع القطاع.

وذكرت صحيفة (هآرتس) العبرية في عددها الصادر اليوم الأربعاء أن هذه التوصية جاءت إثر مداولات في قيادة الجيش الإسرائيلي مع مرور سنة على العدوان الأخير على قطاع غزة.

ونقلت وسائل إعلام فلسطينية محلية عن الصحيفة أن هذه التوصيات تشمل السماح لسكان قطاع غزة بالسفر للعالم من خلال معبر "بيت حانون" (إيرز) ومنه إلى معبر الكرامة مع الأردن، وتخفيف الحصار على البضائع الواردة والصادرة من قطاع غزة والسماح بمزيد من المواد التي كانت تمنع إسرائيل دخولها، وهذا يتطلب توسيع معبر "كرم أبو سالم" التجاري الذي يدخل من خلاله 550 إلى 600 شاحنة يوميا وإعادة فتح معبر "كارني" التجاري شرق غزة المغلق منذ 4 سنوات، والسماح لعمال غزة بعد الفحص الأمني بالعمل في البلدات الإسرائيلية القريبة من القطاع.

وأشارت إلى أن توصيات قيادة الجيش جاءت بفعل التقديرات لما يجري في قطاع غزة بعد مرور عام على الحرب، حيث تقدر هذه القيادات بأن حركة حماس لم تحقق أي إنجاز حقيقي بعد الحرب وبقيت معزولة سياسيا وعلاقتها مع مصر لازالت متوترة.

ولهذه الأسباب، رأت هذه القيادات ضرورة تدخل إسرائيل لحل بعض المشاكل التي يعيشها قطاع غزة، والتي ستساهم في استمرار حالة الهدوء لفترة زمنية طويلة، وذلك من خلال تقديم تنازلات اقتصادية واسعة وإزالة بعض المحظورات المفروضة على حركة سكان القطاع وعلى البضائع، وهذا سيساهم في تخفيف الانتقادات الدولية لإسرائيل فيما يخص الحصار.

ومع ذلك، فإن قيادة الجيش الإسرائيلي تقر بأن إسرائيل لا تستطيع لوحدها حل المشاكل الاقتصادية الصعبة في قطاع غزة لوجود أكثر من 40% بطالة وصعوبات شديدة في إمدادات المياه والكهرباء ومشاكل كبيرة في نظام الصرف الصحي، ولكن تخفيف وتسريع إعادة البناء الاقتصادي لما دمره الجيش الإسرائيلي في الحرب الأخيرة يساعد أيضا في الحد من خطر اندلاع حرب جديدة.

وأشارت "هآرتس" إلى أن هذه التوصيات حتى لو قبلها وزير الدفاع يعالون فإن تنفيذها مرتبط برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وكذلك المجلس الوزاري المصغر "الكابينيت"، ويبدو بأن المستوى السياسي في إسرائيل بات اليوم على درجة عالية من تفهم تنفيذ هذه الخطوات، ولكن متى يحدث ذلك وكيفية حدوثه وتطبيقه فعليا لا يوجد عليه جواب.