القاهرة - العرب اليوم
أعلنت القاهرة الكشف عن عدد من الحجرات الأثرية التي تعود إلى العصر الروماني والبيزنطي في موقع ميت أبو الكوم في دلتا مصر، وعثر بداخلها على عدد كبير من العملات وكتل حجرية.
وقالت البعثة الأثرية المصرية العاملة في حفائر الإنقاذ في منطقة ماريا التابعة للمجلس الأعلى للآثار، إنّها توصّلت للكشف الخميس، وأفاد الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، بأنّ "الحجرات المكتشفة إحداها يحتوي على معالم بناء رومانية حيث تتكون جدرانها من كتل حجرية كبيرة ذات زوايا قائمة بدقة، مما يشير إلى أنّها ترجع للعصر الروماني، وحجرات أخرى عُثر بداخلها على عامود من الرّخام ببدن أملس على الطراز الروماني، بالإضافة إلى كمية كبيرة من العملات".
وكان موقع ميت أبو الكوم في منطقة ماريا، عاصمة منطقة غرب الدلتا خلال فترة الاحتلال الفارسي، وكان يمثل مملكة مستقلة ممتدة على الشاطئ الجنوبي لبحيرة مريوط غرب الإسكندرية. وتشير الكتابات المختلفة إلى أنّ إقليم مريوط كان يعجّ بالسكان والنشاط التجاري والصّناعي لازدهار المنطقة بزراعة الكروم وإنتاج النبيذ.
وأضاف وزيري ، أنّ "حجرات أخرى اكتشفت ذات جدران بيزنطية، تضمّ كتلًا حجرية غير منتظمة في حجمها وغير متساوية، والفراغات تملأ بالمونة البيزنطية التي ليست بقوة وصلابة المونة الرومانية ولذلك عثر عليها مفككة، بالإضافة إلى حجرة ذات أرضية مبلطة ببلاطات بأحجام مختلفة عثر بداخلها على تاج عامود عليه زخرفة الزهرة ذات الست وريقات التي عرفت في الفن الإغريقي والهلينستي التي استعملها أقباط مصر لترمز للصليب ذي الست أذرع وقد ظهرت أيضًا على قاع طبق من الداخل جارٍ ترميمه".
ويعد الموقع الأثري من مواقع المدن القديمة التي تهدّمت أبنيتها ولم يبق من منشآتها إلا بعض الجدران أو الأساسات التي تظهر في المجسات التي تفيد بالتعرف على التتابع الطبقي لموقع الحفائر.
و قالت الدكتورة نادية خضر رئيس آثار وجه بحري في مصر، إنّه عُثر أيضًا على عدد من اللقى الأثرية التي تمثل مسارج ذات زخارف مسيحية خالصة كرمز الصليب وسعف النخيل ذات أسلوب صناعة روماني وأطباق وقلايات عليها آثار الحرق واثنين من الجرار الكبيرة لملء المياه وجميعها بحالة جيدة من الحفظ، بالإضافة إلى عدد كبير من شقفات الأواني غير المزخرفة.