عاش موزارت حياة ملتهبة مليئة بشرب الخمر

عاش موزارت حياة ملتهبة مليئة بالأطعمة الفاخرة وشرب الخمر, وعلى الأقل هذا هو إدعاء بعض المؤرخين الذين يعتقدون أن الملحن الشهير كان مدمنًا كحوليًا اعتمد على الخمر لمساعدته في استلهام إبداعاته, لكن أكاديمي من الكلية الملكية للجراحين في لندن يأمل الآن في استعادة سمعة موزارت.

إنصاف سمعة الملحنين المشهورين:
في كتابه الجديد، يجادل الدكتور جوناثان نوبل بأن موزارت هو ببساطة ضحية القيل والقال ولا يوجد دليل على أنه مدمن على الكحول, في الواقع، يقول إن إدمان الكحول كان "حالة نادرة للغاية" بين الملحنين, وأضاف "من المستحيل أن تتمكن من تأليف أوبرا أو سيمفونيات أو رباعيات وترية" إذا كنت مدمنًا على الكحول حقًا.

وشرع جوناثان نوبل، زميل كلية الجراحين الملكية، في البداية في كتابة كتاب عن الأمراض التي ابتلي بها الملحنين العظام, ومع ذلك، كشفت أبحاثه المستندة إلى تقارير ما بعد الوفاة والملاحظات الطبية أن قلة هم من عانوا من الظروف الصحية المنسوبة إليهم, وقال الدكتور نوبل لصحيفة تلغراف "ربما يثير إدمان الكحوليات شعورًا عظيمًا، لكن مع الموسيقى ستصل إلى نتيجة مختلفة تمامًا".

حالاتهم الصحية كانت مجرد شائعات لا تمت للواقع بصلة:
على الرغم من ادعاءات كاتبي السيرة الذاتية، أوضح الدكتور نوبل أنه لم يعثر على أي دليل على أن موزارت أو شوبرت أو براهمز أو بيتهوفن كانوا مدمني الكحول, وقال "بدأت الكتابة عن الأمراض وحاولت معرفة ما فعله هؤلاء الملحنون بالفعل، لكن سرعان ما أصبح واضحًا أن الكثيرين لم يكن لديهم أي تشخيص، وكانت ظروفهم الصحية هذه مجرد إشاعات", وتابع إن إدمان الكحوليات حالة نادرة "لا تتفق مع تركيبة موسيقية جادة ومستمرة", ولقد عانى موزارت من الأمراض طوال حياته، بما في ذلك أمراض الكلى، والجدري، وحمى التيفوئيد، والتهاب اللوزتين، وبكتيريا الحلق, وتكهن الكثيرون بوفاة موزارت عن عمر يناهز 35 عامًا, ودفن بعد ثلاثة أيام فقط من وفاته في 1791، ولم يتم إجراء أي تشريح للجثة.

وحاول تبرئة الملحن الفرنسي موريس رافيل والملحن البريطاني بنجامين بريتن من الأكاذيب الملفقة لهم، فضلًا عن رفض الادعاءات حول الإدمان على الكحول، وقال الدكتور نوبل إن هناك مزاعم لا أساس لها حول الملحن الفرنسي موريس رافيل والملحن البريطاني بنجامين بريتن يعانون من مرض الزهري, وبحسب الجراح المتقاعد والمؤلف، فإن ادعاءات حول حالة رافيل جاءت من ممرضة واحدة شاهدت تقرير دمه بعد وفاته, وتشير الملاحظات الطبية لبنجامين بريتن إلى أن لديه صمام قلب مريض، وليس مرض الزهري, وتكهن الطبيب بأنه اكتسب سمعة مدمن الكحوليات لأنه كان يحب تناول "مشروب كحول قوي قبل العشاء".

وأبرز الدكتور نوبل في كتابه أنه يريد أن ينصف سمعة الملحنين الذين تم "تلطيخ سمعتهم" بسبب ادعاءات لا أساس لها حول صحتهم.