القاهرة- الجزائر اليوم
تُعد ظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثانى بمعبده الكبير في مدينة أبو سمبل، هى الظاهرة الفريدة التى جسدها القدماء المصريون منذ آلاف السنين، والتى تعد واحدة من أهم الظواهر الفلكية، حيث تستعد الأقصر للاحتفال بتلك الظاهرة خلال ساعات، لكن هناك ظاهرة أخرى تحدث فى الفيوم وهى تعامد الشمس على قصر قارون، لكن الكثير يتساءلون عن مدى صحة الظاهرتين.
باحثون يرصدون الظواهر الفلكية
ويقول الدكتور أحمد عوض رئيس الفريق البحثى المصرى، الذى يقوم برصد الظواهر الفلكية داخل المعابد والمقاصير المصرية القديمة، "إن تعامد الشمس على قدس أقداس معبد الملكة حتشبسوت، هى ظاهرة من بين 19 ظاهرة فلكية رصدها ووثقها فريقه العالمى الذى يضم فى عضويته رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية أيمن أبوزيد، والباحث الأثرى المصرى الطيب عبدالله".
وأضاف أحمد عواض، فى تصريحات صحافية سابقة، أن فريقه تمكن منذ العام 2014 من رصد توثيق 6 ظواهر فلكية بمعابد هابو ودير شلويط وحتشبسوت فى محافظة الأقصر، و6 ظواهر فلكية بمعابد هيبس وقصر غويطة وير الحجر فى محافظة الواى الجديد، وخمس ظواهر بمعبد ادفو ومنطقتى جبل السلسلة وكلابشة فى محافظة اسوان، بجانب ظاهرتين فلكيتين فى معبد دندرة بمحافظة قنا، موضحاً أنه من المعروف بحسب كتب المصريات أن تعامد الشمس بالمعابد والمقاصير المصرية القديمة، هى واحدة من الظواهر التى تؤكد ريادة قدماء المصريين لعلوم الفلك قديما.
ويضيف الباحث أيمن أبوزيد، أن باحثين من الجمعية يشاركون بصورة سنوية فى عملية رصد ظاهرة تعامد الشمس على المعابد والمواقع الأثرية المصرية القديمة، وذلك بموافقة من اللجنة الدائمة من المجلس الأعلى للآثار، وبالتنسيق مع الهيئة المصرية العامة لتنشيط السياحة، مؤكداً أنه ثبت لديهم عاما تلو الآخر نجاح الظاهرة والتأكد من صحتها، حيث إن مشروع التوثيق السياحى للظواهر الفلكية الذى تتبناه الجمعية بالتعاون مع الباحث المصرى أحمد عوض يعد من أهم المشروعات التنشيطية للسياحة، وذلك نظراً لاعتبار أن هذا المشروع يؤسس لنمط جديد من أنماط السياحة فى مصر، وقد تم رصد العديد من الظواهر الفلكية مع الباحث، ولا يوجد فيها مجال للصدفة على الإطلاق، وإنما هى ظواهر مفادها تقدم القدماء المصريين فى الهندسة والعلوم الفلكية وخلال السنوات القادمة ستشكل هذة الظواهر والأحداث الفلكية أهمية كبيرة فى تغيير شكل السياحة الثقافية فى مصر، ويجب على مؤسسات الدولة دعم المشروع والاهتمام بتسويق هذا المنتج الجديد وعدم محاربة العلم والعلماء.
ومن جانبه كشف الدكتور ياسرعبد الهادى الأستاذ بقسم أبحاث الشمس والفضاء بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، فى تصريحات صحفية، عن التفسير الفلكى لظاهرة شروق أشعة الشمس على المحورالرئيسي لمعابد الكرنك بالأقصر، وقدس أقداس معبد قصر قارون بالفيوم، يوم الانقلاب الشتوى، الذى يعد إيذانا ببدء فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي، حيث تحدث تلك الظاهرة بشكل سنوي على مدار يومي 21 و 22 من ديسمبر من كل عام.
وقال ياسر عبد الهادى، "إن المعبدين تم تصميمهما وبناؤهما على أساس فلكى ثابت، وهو شروق الشمس يوم الانقلاب الشتوى يوم 21 ديسمبر، وبالرغم من أن زمن الانقلاب الشتوى لا يتفق تماماً مع موعد شروق الشمس فى الموقعين المقام عليهما كلا المعبدين، حيث سيحدث هذا العام في تمام الساعة السادسة و19 دقيقة من صباح غد الأحد يوم (22 ديسمبر) بتوقيت القاهرة، إلا أن هذه الظاهرة الفلكية تمت ملاحظتها اليوم وسيمكن مشاهدتها غدا أيضا".
وأكد أن اختيار هذا التوقيت بالذات للاحتفال بتلك الظاهرة في الحضارة المصرية القديمة يؤكد عبقرية القدماء المصريين في علوم الفلك وتحديدهم يوم وموعد الانقلاب الشتوي تحديدا دقيقا، حيث كانت الشمس تلعب دورا رئيسا في طقوس عقيدة تلك الحضارة كما هو الحال في يومنا هذا حيث يتم تحديد وقت الشعائر الإسلامية بناء على حركتي الشمس والقمر.
ظاهرة تعامد الشمس على معبد قصر قارون
وقال سيد الشورة مدير عام آثار الفيوم، فى تصريحات صحافية سابقة، ظاهرة تعامد الشمس على معبد قصر قارون، اكتشفها الدكتور مجدى فكرى وبدأ الاحتفال بها 2010 وتتعامد الشمس لمدة 25 دقيقة حتى تدخل لمدخل المعبد ثم تتسرب من خلال محور المعبد لتضىء المقصورة الوسطى لقدس الأقداس والتى يفترض انها كانت تحتوى على المركب المقدس للإله سوبك لتنحرف يمينا لتنير المقصورة اليمنى والتى يفترض انها كانت تحتوى على تمثال الإله فيما تظل المقصورة اليسرى غارقة فى الظلام حيث كانت تحوى على مومياء للإله سوبك التمساح، والتى كانت يجب أن تبقى فى الظلام.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
دورة تدريبية في القدس من أجل حماية الموروث الثقافي الفلسطيني