إصبع قدم خشبي يبلغ من العمر 3000 سنة

أعاد العلماء النظر إلى واحدة من أقدم أجزاء الجسم الاصطناعي في التاريخ البشري، وهو إصبع قدم خشبي يبلغ من العمر 3000 سنة، بحسب ما ذكر موقع "الديلي ميل" البريطاني.

وقد كشفت دراسة جديدة عن اصبع القدم، باستخدام تقنيات مثل الفحص المجهري والتصوير بالأشعة السينية، أنه أعيد ضبط حجمها عدة مرات لتناسب قدم صاحبها، ابنة الكاهن. وتشير الأبحاث التي أجريت على إصبع القدمين أيضا إلى أن الكاهن لا بد وأنه كان غنيا، نظرا لجودة تصميم هذا الإصبع الصناعي.

وتم اكتشاف أصبع القدم الكبير المصقول على نحو متطور، والذي يتضمن أظافر منحوتة، قبل 17 عاما على امرأة دفنت في مقبرة الشيخ عبد القرنة في مصر. والتحليل السابق من المومياء وجد أن اصبع القدم خشبي كانت تستخدم من قبل النساء بعد أن تم بترها. واستخدم الخبراء المجهر، تكنولوجيا الأشعة السينية، والتصوير المقطعي بالحاسوب للكشف عن تفاصيل مخفية سابقا عن القطع الأثرية، والتي تعود إلى ما قبل 600 عام قبل الميلاد، والمكان الذي تم العثور عليه.

في حين توفر صور الأشعة السينية صورة ثنائية الأبعاد، فإن التصوير المقطعي يحوي صور الأشعة السينية من زوايا متنوعة. وتتم معالجة هذه المعلومات من قبل جهاز كمبيوتر لإنشاء شرائح رقمية من خلال جسم  يمكنه بناء صورة ثلاثية الأبعاد، لتكشف عن مزيد من التفاصيل. وقالت منسقة المشروع الدكتور أندريا لوبريينو-غنيرز، وهو جزء من فريق من علماء المصريات من جامعة بازل: "إنه يدل على مدى أهمية اكتمال الجسم البشري.

"كما يعرض أيضا كيفية محاولة الأشخاص في الماضي التعويض عن الإعاقة الجسدية، وأن لديهم تقنية صناعية معقدة جدا في متناول اليد ".

وأشارت لوبريينو-غنيرز إلى أن اصبع القدم "مصقول بدقة" ولا تزال تعلق على المومياء غير مكتملة عندما تم الكشف عنها في دفن. وأضافت: "إنه حقا عمل مثير للإعجاب من حيث التقنيات المستخدمة". وتابعت "في الحقيقة إن أطرافًا اصطناعية مصنوعة في مثل هذه الطريقة الشاقة والدقيقة تشير إلى أن المالك كانت تولي اهتماما كبيرا بالتجميل، والمظهر الطبيعي، والراحة في الاستخدام، وأنها كانت قادرة على الاعتماد على المتخصصين المؤهلين تأهيلا عاليا لتقديم هذا الطرف الصناعي".

وتتعاون جامعة بازل مع كل من المتحف المصري في القاهرة ومعهد الطب التطوري التابع لجامعة زيورخ، يقوم فريق الباحثين التابع لجامعة بازل بدراسة المقبرة منذ نهاية عام 2015. ويقوم المتخصصون حاليا بتطوير نماذج رقمية هندسية دقيقة للارتفاع، والمناظر الطبيعية، والهندسة المعمارية في هذا المجال. ثم سيتم الجمع بين كل من هذه في خريطة أثرية وجيولوجية ثلاثية الأبعاد والتي سوف توضح مورفولوجيا التضاريس وكذلك المباني الواقعة تحت الأرض.