الجزائر - الجزائر اليوم
استمرت بكلية العلوم التطبيقية بنزوى فعاليات الملتقى الحضاري العماني الجزائري الثاني الذي تشرف عليه اللجنة الثقافية والعلمية بنادي نزوى بالتعاون مع جمعية التراث بالجزائر بحضور مؤرخين وأكاديميين من السلطنة والجزائر استعرضوا العديد من الجوانب التاريخية والحضارية المتعلقة بالبلدين.
الملتقى الذي انطلق الإثنين، شهد في يومه الثاني تقديم عدد من الباحثين والأكادميين والمؤرخين الجزائريين ومن سلطنة عمان ثلة من البحوث العلمية تناولت شتى المواضيع الثقافية والعلمية. وتم خلال اليوم الثاني استعراض 9 أوراق بحثية ثقافية وعلمية وتم خلالها التطرق إلى العلاقات الحضارية والتاريخية والثقافية والعلاقات المتبادلة بين سلطنة عمان والجزائر. وتحدث الدكتور يحيى بن بھون حاج أمحمد في مداخلة عن “التواصل الثقافي والحضاري بين ميزاب وعمان خلال القرن 12 هـ الموافق للقرن الــ 18 م” وفق ما ورد في صحيفة الوطن العمانية.
وذكر المتحدث مراسلات إبراهيم بن بجمان الثميني إلى سليمان بن ناصر الإسماعيلي نموذجا، مؤكدا في معرض حديثه على اهتمام بعض العلماء الإباضية بالمغرب الإسلامي بتدوين رحلاتهم الحجازية، فصنفوا لها وسجلوا دقائقها، ومنهم من بذل جهدا لا يستهان به، فنظم رحلته شعرا حتى تنال مكانها في عقول وقلوب السامعين، وحاول تسجيل تفاصيل الأحداث بكثير من التحري والصدق في عرض الوقائع، وتفقد أوضاع البلاد الإسلامية.
من جهته، استعرض ناصر بن علي الندابي في ورقة بحثية “الرحلات الاجتماعية بين عمان والجزائر في العصور الإسلامية”. وركز علي الندابي على الرحلات التي قام بها العُمانيون، أو كانوا – بحسبه – سببا في تنفيذها إلى بلاد المغرب بصورة عامة والجزائر خاصة.
ووفق المتحدث: “سواء أكان المنطلق عُمان أم البصرة أم أي منطقة أخرى من بقاع العالم الإسلامي، التي كان يعيش فيها العلماء العُمانيون، وما نتج عنها من لقاءات علمية بين أقطاب علماء الطرفين”. وأشار المتحدث إلى “الرحلات التي قام بها الجزائريون على وجه الخصوص نحو علماء عمان سواء في عمان أم خارجها وكذلك إيضاح قوة التواصل الاجتماعي بين عمان والجزائر وأثرها على البلدين”.
وبدوره، قدم محمد أحمد جهلان ورقة بحثية حول الثورة الجزائرية وعلاقتها بالأدب في عمان، حيث تناول أثر الثورة الجزائرية في وجدان شعراء عمان، مستعرضا التفاعل الكبير للشعراء العُمانيين مع الثورة الجزائريَّة، ومدى سعادتهم بالاستقلال وبالنصر. ولفت في السياق إلى تفاعل العديد منهم مع المرأة الجزائرية المجاهدة جميلة بوحريد.
ووفق المتحدث، فالثورة الجزائرية شكلت حضورا بارزا في الأدب العماني خاصة عند الشعراء الذين زاروا الجزائر. وتناول الباحث أيضا العلاقات العمانية الجزائرية المتبادلة في مجال خدمة القرآن الكريم وقدّمها السيد الدكتور أحمد بن سعيد البوسعيدي، أمّا ورقة المداخلة الثالثة لبلحاج ناصر فسلطت الضوء على أنّ الأرشيف الاستعماري من أهم مصادر تاريخ الجزائر المعاصرة.
وفي السياق، تحدث سعيد بن عبد الله الصقري عن التواصل الصحفي والحضاري بين عمان والجزائر (جريدة النور نموذجا 1930– 1933) حيث تناول الباحث المبادئ والأهداف التي عمل مؤسس الجريدة من أجلها في المجال الصحفي ومدى مساهمة الصحافة الجزائرية في توعية الرأي العام في الأحداث التي تمر بها دولة عمان في الفترة 1931-1933.