الجزائر - الجزائر اليوم
دعا محمد دالي رئيس جمعية السياحة والترويج والتطور بالجنوب الغربي إلى الاهتمام أكثر بقطاع السياحة وإعطائه ما يستحق من دعم واهتمام نظرا لما يتوفر عليه من إمكانيات في مجال تحقيق التنمية المستدامة والتحضير لمرحلة ما بعد النفط.
وقال دالي في لقاء مع ، إن السياحة الثقافية والدينية واحدة من الشعب التي يمكن الاعتماد عليها مستقبلا في تنشيط القطاع خاصة في الجنوب الكبير والذي تعتبر متحف كبير في الهواء مباشرة. وحسب المتحدث فإنه يمكن الاستفادة من تجربة الإغلاق التي فرضتها كورونا لتشجيع السياحة الداخلية ومنح الإمكانيات للجزائريين لإعادة اكتشاف بلادهم.
هذه العملية تبقى غير ممكنة حسب المتحدث من دون ترويج للمنتج السياحي الجزائري، فتونس مثلا تنفق سنويا ما لا يقل عن 45 مليون يورو سنويا عن الترويج للسياحة في تونس منها 13 مليونا يستفيد منها الديوان التونسي للسياحة فيما تخصص تركيا 55 مليون أورو للدعاية مقابل 50 مليون في المغرب.
وأضاف المتحدث أن السياحة في الجزائر ليست في متناول الجزائريين وفي ذات الوقت هي ليست وجهة جالبة للأجانب، ما يجعل القطاع معطلا رغم الإمكانيات التي يحوزها حيث يبقى حسب محمد دالي قطاع السياحة عندنا بعيدا عن المعايير العالمية في النظافة والبنية التحتية والتسويق.
ودعا المتحدث إلى المزيد من الاهتمام الجاد بهذا القطاع الذي وصفته المنظمة العالمية للسياحة بالنفط الذي لا يجف، معتبرة أن السياحة الثقافية فرع هام جدا في معادلة عصر البترول الأصفر.
وكشف رئيس جمعية السياحة والترفيه أن الجزائر لم تستغل مقعدها في منظمة السياحة العالمية لإيجاد حلول لتطوير القطاع في البلاد، مؤكدا أن 4600 وكالة سياحية في الجزائر تعيش حالة فوضى وأغلبها متخصص في الحج والعمرة فقط، في حين إن تونس والمغرب مجتمعان يتوفران على 1500 وكالة لكن مداخل القطاع هناك تتجاوز 50 مليارا في السنة بينما مداخيلنا لا تتجاوز 2500 مليون أورو رغم كون الجزائر من بين عشر دول مصنفة كوجهة جالبة للسياح.
من جهة أخرى أشار محمد دالي إلى أن السياحة الدينية تمثل اليوم 10 في المائة من الإنتاج العالمي وتحقق ما لا قل عن 18 مليارا كمداخيل وتحقق 300 منصب شغل في حين لا تمثل مساهمة القطاع السياحي ككل في الجزائر منذ 1962 سوى 2 في المائة من الإنتاج الوطني الخام.
وتعود تدهور هذه النسبة حسب المتحدث لكون القطاع في الجزائر يفتقر إلى إستراتيجية فعالة، فالديوان الوطني للسياحة تخصص له ميزانية قدرها 11 مليار سنتيم منها 9 ملايير تذهب كأجور العمال في حين تستفيد وزارة السياحة من ميزانية قدرها 23,5 مليار في السنة وتضع سقف جلب 10 ملايين سائح سنويا وهذا مستحيل في ظل طريقة تسيير القطاع الحالية.
ودعا المتحدث في السياق ذاته إلى وجوب فتح حوار مع مهنيي القطاع وإعادة النظر في طريقة عمل الوكالات السياحية وتشجيع السياحة الداخلية وخاصة الجنوب الكبير. واقترح المتحدث في هذا الإطار إعادة ترميم القصور السياحية نظرا لما تمثله من مخزون سياحي. قائلا إن 44 في المائة من الجنوب هي منتزهات ثقافية وتراثية لكنها للأسف غير مستغلة.
من جانب آخر كشف محمد دالي أن كورونا أثرت على قطاع السياحة عندنا، حيث بلغت خسائر هذا القطاع 500 مليار سنتيم رغم قلة مساهمة السياحة في القطاع الاقتصادي لأن ممثلين في الخارج لا يروّجون للأسف للوجهة الجزائرية، إضافة إلى التعقيدات التي يعاني منها القطاع وفي مقدمتها صعوبة الفيزا. وأكد المتحدث في ختام حديثه للشروق أننا اليوم مجبرون على إعادة النظر في كيفية تسيير القطاع الذي يشكل اليوم ما بين 15 و20 في المائة من الدخل القومي لدى الجارة الشرقية للجزائر، فقطاع السياحة يتوقع أن يدر ما لا يقل عن320 مليار دولار في العالم.
قد يهمك ايضاً
وزارة الثّقافة والفنون تفتح عملية الدعم والتمويل لعام 2021
مليكة بن دودة تنصب زهير بللو أمينا عاما بالنيابة لوزارة الثّقافة والفنون