النباتات تحسن النفسية وتقلل من التوتر

أكَدت العديد من الدراسات، بأن سكان المدن يقضون في المتوسط 90% من وقتهم في داخل المنازل وأماكن العمل، ويشير خبراء من الجمعية الملكية للبستنة إلى أن النباتات داخل المنزل تعزز تلك الفوائد التي فقدها الانسان بسبب حياته المدنية. حيث لا يحتاج الانسان الى العيش في الغابات كي يتمتع بهواء نقي، فبمقدوره اليوم أن يضيف المزيد من المساحات الخضراء في منزله للحصول على الهواء النقي، فبحسب الخبراء تستطيع النباتات المنزلية تحسين الصحة النفسية والجسدية للإنسان.

وأوضح الخبراء أن النباتات تقلل مستويات التوتر وتحسن المزاج وتصفي الهواء الملوث، ويشير استعراض للأدلة العلمية إلى أن العمل الأكثر انتاجية ينبع من الذين تمتلئ مكاتبهم بالمساحات الخضراء، وأن نسبه الألم يذهب عن المرضي في المستشفيات التي يكثر فيها النباتات. ويعود السبب الأهم لهذه النتائج الى قدرة النباتات على تنقية الهواء من الملوثات التي تؤدي الى موت آلاف من الحالات سنويا.

وبيَن مستشار الجمعية الملكية للبستنة، لي هنت وهو أحد معدي الدراسة، أن النباتات المنزلية يمكن أن تؤدي نفس الغرض طالما تستطيع أن تتحمل درجات الحرارة المتقلبة وتجلب المنظر الجميل وتعطي الفائدة في ذات الوقت. وتابع "يعتبر نبات المستلق من الخيارات الجيدة أو حتى اللبلاب الانجليزي والتي تستطيع أن تبقى على قيد الحياة لفترة طويلة في الداخل، ونحن نعلم أن النباتات تهدئ النفس وهناك أدلة متزايدة أنها مفيدة لصحة الانسان".

وتعتبر أفضل الفوائد للنباتات المنزلية هي الفوائد النفسية، فهي تقلل التوتر والقلق والتعب، وكتب العلماء القائمين على الدراسة في مجلة الجمعية "تمتلك النباتات المنزلية أثرا ايجابيا على الصحية الجسدية بسبب قدرتها على ازالة الملوثات المحمولة في الجو سواء جسيمات الغبرة أو الغازات، والتي عادة ما تكون موجودة في الاماكن المغلقة، مما يساهم في تحسين القدرة البدنية".

وأظهرت دراسة كبيرة أعدتها الكلية الملكية للأطباء هذا الاسبوع أن تلوث الهواء في الاماكن المغلقة يساهم في 99 ألف حالة وفاة في أوروبا كل عام، وتعتبر منتجات المطبخ اليومية وغلايات الماء والمنظفات والمعطرات ومزيلات العرق من المواد التي تساهم في تلوث الهواء في المنزل، وهو ما يسبب تهيج في العين والأنف والحنجرة والصداع والأمراض الجلدية ومشاكل في التنفس.

وخلصت دراسة أجرتها وكالة ناسا أن النباتات تمتص وتكسر أضرار هذه المواد الكيميائية عن طريق أوراقها وذلك لخلق بيئة صحية في الاماكن المغلقة، وتستطيع ثلاث نبتات في الغرفة أن تحسن الهواء بشكل كبير. وأشار العلماء إلى أن النباتات تستطيع أيضا أن تحسن القدرة العقلية بما في ذلك ردود الفعل والتركيز، وفي دراسة أجرتها جامعة واشنطن وجدت أن النباتات في الغرفة زادت من سرعة رد الفعل الانسان لأداء مهمات الحاسوب الى 12%.

واكتشفوا أن المساحات الخضراء أدت الى خفض ضغط دم الطلاب وزادت فترة انتباههم، ووجدت جامعة ولاية كنساس عام 2008 أن المرضى في المستشفيات العامة الذين تواجدوا في غرف تمتلئ بالنباتات كانوا أقل طلبا لمسكنات الآلام. وتبين كل هذه الدراسات الفوائد الواضحة للنباتات المنزلية والتي تشمل الفوائد النفسية والجسدية مع انخفاض معدلات ردود الفعل السلبية السريعة، وتعتبر زراعة النباتات الداخلية من الامور البسيطة والسهلة والرخيصة ولديها الكثير من الفوائد على البيئة وعلى صحة الانسان.