قطرات من كبد أسماك القرش
لندن ـ رانيا سجعان
تُستخرج قطرات العين المصنوعة من مادة كيميائية والتي يمكن أن تساعد في منع الإصابة بالعمى في كبد أسماك القرش، وهذه القطرات تحتوي على مادة "squalamine" ، وهو مركب تفرزه أسماك القرش لحمايتهم
من العدوى، و الآن يجري تجربة نسخة اصطناعية من المركب كعلاج للضمور البقعي المرتبط بالعمر (AMD) ، والذي يعد السبب الرئيسي لإصابة البريطانيين بالعمى، والذي يؤثر على أكثر من 500 ألف شخص .
و إضافة إلى قدرة هذه المادة على درء الفيروسات القاتلة، فمادة "squalamine" قادرة على منع النمو غير الطبيعي للأوعية الدموية، وهذا يحدث من خلال منع إطلاق عوامل النمو التي ينتجها الجسم والتي تساعد على نمو الأوعية الدموية، ويُعد النمو غير الطبيعي للأوعية الدموية واحدًا من الأشياء التي تساعد على تطور الأورام السرطانية.
وبينما هناك بحث بشأن إمكانية استخدام مادة "squalamine" كعلاج للسرطان في مرحلة مبكرة، يتم تطوير دراسات حول قدرتها على منع فقدان الرؤية، وفيما يعتبر نمو الأوعية الدموية غير المرغوب فيها في الجزء الخلفي من العين هي أيضا واحدة من الأسباب الرئيسية للعمى في الضمور البقعي المرتبط بالعمر AMD"".
هذا وتوجد عقاقير لعلاج هذه المشكلة، ولكن يضطر المريض إلى الحقن في العين مرة كل شهر في المستشفى، بينما يمكن للمريض استخدام القطرة مرة واحدة يوميًا.
يأتي تطور الحالة بعد سن الخمسين بسبب نمو الأوعية الدموية الجديدة فوق البقعة ، ومنطقة صغيرة على شكل بيضاوي في الجزء الخلفي من العين التي تساعدنا على انتقاء التفاصيل البصرية، حيث تميل هذه الأوعية الدموية إلى أن تكون هشة ورقيقة الجدران، وهو ما يعني أنها تسرب السائل الذي يجعل النسيج الندبي من أن يتكون، مما يدمر الرؤية في مركز العين، و هذا يجعل من الصعب التعرف على الوجوه، والقراءة أو مشاهدة التلفزيون.
و يعاني ما يقرب من 90% من الحالات من الضمور البقعي الجاف ، وهو شكل من أشكال المرض الذي يصيب المرء ببطء على مدى عدة سنوات، والذي لا يوجد له علاج، وباقي الحالات تعاني من الضمور البقعي الرطب، حيث تسرب السائل إلى العين ، والذي يمكن أن يسبب العمى في غضون ثلاثة أشهر فقط، و علاج النموذج الرطب يكون من خلال حقن الجزء الخلفي من العين كل 4-8 أسابيع.
أما العقاقير التي تٌعطي في وقت مبكر، والتي تهدف إلى الحد من نمو الأنسجة الدموية الغير طبيعية، يمكن أن تساعد في منع الفقدان الكامل للرؤية ، ولكنه منع أو شفاء هذا المرض بالكامل، ويمكن للعقاقير التي تٌحقن في العين أن تسبب إبطاء لتقدم المرض بنسبة 90% ، ويمكن أن ترفع مستوى الرؤية بنسبة الثلث
هذا وبدت مادة ""Squalamine واعدة بعد استخدامها على 250 مريضًا يعانون من الضمور البقعي الرطب لدرجة أنه حصل على استحسان وموافقة سريعة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية، وتم استخراج هذا المركب من كبد قرش كلب البحر بعد أن بدأ العلماء في التحقيق في سبب تطوير أسماك القرش الأمراض بشكل نادر، ولكن يتم تصنيعه الآن في المختبر، ويعتقد أن المادة الكيميائية تحمي أسماك القرش من المرض عن طريق منع نمو البكتيريا والفيروسات.
وأظهرت دراسة أجريت في جامعة إنديانا، التي نشرت في مجلة "رتينا Retina " أن المادة الكيميائية قللت من نمو الأوعية الدموية غير المرغوب فيها بنسبة الثلث، وهو يعمل في المقام الأول عن طريق إعاقة تأثيرات بعض البروتينات التي تحفز هذا النمو. ولكن في الوقت الحالي يتم إعطاؤه للمريض أسبوعيا حيث يضطر إلى الحقن في مجرى الدم، وكان تكنيكًا فعالا ، ولكنه لم يكن مريحا ، ولم يحظ بقبول المرضى، والآن، حولت شركة ""OHR في نيويورك هذا العلاج ليكون في شكل قطرات للعين وهي في المرحلة الثانية من التجارب بالولايات المتحدة ، مما يعني أنه تم اختبارها فيما يتعلق بالسلامة والفعالية ، ويمكن أن تكون متوفرة للاستخدام خلال عام أو اثنين.
وتعليقًا على هذه التكنولوجيا، قال الأمين الفخري للكلية الملكية لأطباء العيون البروفيسور تشانغ بيرني " يمكن أن يكون هذا واحدًا من أكثر التطورات إثارة في علاج الضمور البقعي ".
وأضاف "إذا اثبت فاعليته إلى جانب العقاقير الحالية , فهذا يعني أن المريض لن يكون مضطرا لان يتوجه إلى المستشفي لحقن عينيه . ولكننا بحاجة لنتأكد من انه فعال ، ولا يسبب آثار جانبية رئيسية".