لندن ـ كاتيا حداد
كشفت دراسة شملت أكثر من 24 ألف متبع لنظام غذائي أن من يضعون أصعب الأهداف يفقدون ما يقرب من خمس وزن الجسم، أي حوالي ضعف كمية من يخفضون سقف أهدافهم، وتشجع هذه النتائج من يسعون إلى خفض وزنهم على أن يلتزموا بنظام غذائي في السنة الجديدة، ويدعو خبراء السمنة لإجراء تغييرات في توجيهات الصحة العامة، إذ ينصحون المرضى بوضع أهداف واقعية، أي فقدان من 5-10 في المائة من وزنهم في البداية.
وبدلًا من ذلك يريدون من المرضى وضع هدف لـ"وزن الحلم" بعد النتائج المثيرة للتجربة، التي دامت 12 شهرًا ونشرت في مجلة التغذية البشرية وعلم التغذية، وكان المشاركون أعضاء في عالم التخسيس مع مؤشر كتلة جسم لا تقل عن 30، مما يضعهم في فئة الذين يعانون من السمنة المفرطة، أما من على وشك أن يفقدوا أقل من 10 في المائة من وزن الجسم، لم يحققوا عادة هدفهم، ولكن أولئك الذين وضعوا أهداف الأكثر طموحًا فقدوا ما يقرب من ضعفي الوزن عمومًا.
ويعاني ربع المواطنين في بريطانيا من السمنة المفرطة، وهذا يعني أن وزنهم قد يكون يؤثر على صحتهم بشكل خطير، ويعتقد أنهم أقل عرضة لتحقيق الهدف الذي يضعونه لإنقاص وزنهم، والذي يمكن أن يؤدي إلى خيبة أمل في التفكير في الأهداف الطموحة، وانخفاض الجهد والتخلي عن رحلتهم، ولكن يشير البحث الجديد إلى أنه بدلًا من محاولة حمايتهم من خيبة الأمل، يحث أطباء الصحة على تشجيعهم على فعل المستحيل بدلًا من الممكن، والحصول على الدعم من أجل ذلك.
وأوضحت البروفيسور أماندا أفيري، وهي خبيرة تغذية من جامعة نوتنغهام،: "ينايركانون الثاني المقبل هو الوقت الأكثر شعبية هذه السنة لبدء برنامج صحي لإنقاص الوزن، ولذا فإنه من المهم للناس الحصول على المعلومات التي يحتاجونها لتعظيم فرص نجاحهم"، وأضافت: "وضع أهداف واقعية أو يمكن تحقيقها، يضيع عليهم فرصة معرفة ما يستطيعون فعله حقًا".
ويبين هذا البحث أنه عندما يتعلق الأمر بفقدان الوزن، فمن الأفضل أن يلهم الناس لوضع هدف عالي لفقدان الوزن، وهذا سيساعد على رفع دوافعهم وزيادة تصميمهم، ويكونون أكثر التزامًا، لذا تحديد الهدف ليس في الواقع سوى البداية، وعلى الرغم من ذلك، من المهم أيضًا للناس الحصول على دعم منتظم لإجراء تغييرات صحية لعادات الأكل ونشاطهم ومساعدتهم على الاستمرار في التركيز وتشجيعهم، إضافة إلى العمل مع الآخرين لتبادل الخبرات والحلول للتحديات وللاحتفال بنجاح فقدان الوزن وتغيير السلوك يمكن أن يبقي الناس على دوافعهم لتحقيق النجاح على المدى الطويل.
والمرحلة التالية هي النظر عن كثب في كيفية أن تشجيع المرضى للوصول لوزنهم الحلم يمكن أن يزيد من فرصهم في النجاح، طالما أنهم أيضًا يحصلون على الدعم على طول الطريق.