لندن ـ كاتيا حداد
كشفت أبحاث حديثة، أن تناول حفنة من المكسرات يوميًا يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان والخرف، ولاسيما الجوز فهو غني بالألياف ومضادات الأكسدة التي يحتاجها الجسم، حيث أثبتت الأبحاث أن فقط اثنين من أوقية الجوز نحو "14 حبة"، يحسن صحة الجهاز الهضمي من خلال تغذية البكتيريا النافعة في القناة الهضمية، ومساعدتها على التكاثر.
وأشاد بتناول المكسرات لسنوات عدة في الكثير من الدراسات ولكن لم يذكر بالضبط سبب أهميتها بالنسبة لنا فقد كان لغزًا، وأجريت دراسة جديدة في جامعة ولاية لويزيانا الأميركية على فئران التجارب لتسليط الضوء على السبب ووجدت أنها تعزز نمو البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي التي لها خصائص مضادة للالتهابات، ويعتبر الالتهاب المزمن - من بين عوامل أخرى - المسبب لكثير من الأمراض بما في ذلك هذه الأمراض الثلاثة.
وقالت لوري بييرلي وهو أستاذ فيزيولوجي، من جامعة لويزيانا: "صحة الأمعاء لها صلة كبيرة بالصحة العامة لباقي أجهزة الجسم، دراستنا التي تظهر أن الجوز يؤثر ايجابيًا على الأمعاء، والتي يمكن أن تساعد في تفسير سبب الفوائد الصحية الأخرى لتناول الجوز مثل الوقاية من أمراض القلب والمخ."
وقالت البروفيسور بييرلي، إن الجوز بمثابة عنصر غذائي مهم يعزز نمو البكتريا المفيدة في الأمعاء التي تحافظ على صحة الجهاز الهضمي، ووجدت الدراسة، التي يشارك فيها المعهد الأميركي لبحوث السرطان، ومجلس الجوز في كاليفورنيا لتمثيل مزارعي الجوز، أن اتباع نظام غذائي مع إضافة الجوز يؤدي إلى زيادة كبيرة في تنوع الكائنات الحية الدقيقة في القناة الهضمية.
وأوضحت البروفيسور بييرلي: أن "صحة الأمعاء منطقة بحثية ناشئة، لكننا نشهد تنوعًا كبيرًا قد يرتبط بنتائج صحية أفضل، في حين تم ربط التنوع المنخفض بظروف مثل السمنة ومرض الأمعاء الالتهابي".
وأجريت الدراسة على فئران التجارب والتي انقسمت إلى مجموعتين، الأولى مع نظام غذائي يحتوي على الجوز ما يعادل حوالي 2 أوقية يوميًا للبشر، والثانية كمية مماثلة من المواد الغذائية والسعرات الحرارية لمدة تصل إلى عشرة أسابيع، ووجد الباحثون أن الفئران التي تناولت نظامًا غذائيًا من الجوز المخصب شهدت زيادة في أعداد البكتيريا المفيدة بما في ذلك الملبنة، الوردية و رومينوكوكاسي.
وأردفت البروفيسور بييرلي إن الجوز هو الوحيد الذي يحتوي على كمية كبيرة من الأحماض الدهنية أوميغا 3 - 2.5 غرام للأوقية، كما أنه يوفر البروتين والألياف، وأضافت أن هناك حاجة إلى مزيد من البحوث لفهم ترجمة هذه النتائج إلى البشر حيث أن الجوز غني بالأحماض الدهنية أوميغا 3، والمواد الكيميائية النباتية ومضادات الأكسدة مما يجعله فريدًا من نوعه بالمقارنة مع غيره من الأطعمة"، "وقد ارتبط استهلاك الجوز مع الفوائد الصحية بما في ذلك انخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان.
وربطت العديد من الدراسات الوبائية تناول المكسرات، مثل الجوز، للعيش حياة أطول وأكثر صحة. ومع ذلك، لم يتم تحديد الآلية التي تنقل بها هذه المكسرات المنفعة، وارتبط تناول الجوز مع انخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية للبشر، وتباطؤ معدل نمو الورم في الفئران والحفاظ على صحة الدماغ خلال الشيخوخة.
واختتمت قولها: "نقترح إعادة تشكيل ميكروب الأمعاء قد يلعب دورًا فسيولوجيًا في تعزيز الفوائد الصحية للجوز وهذا يحتاج إلى مزيد من الاستكشاف".