لندن - كاتيا حداد
طّور العلماء جهازا جديدا يعمل على استنشاق نبات القنب، والذي يمكن أن يساعد الملايين ممن يعانون من الأرق، للاستمتاع بليلة نوم جيدة في غضون 10 دقائق.
ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن جرعة واحدة من الدواء بجهاز "ICANsleep"- الذي يشبه بخاخ الربو - لتصل إلى الرئتين، تكفي ليكون لها تأثيرا مهدئا دون إصابة المستخدمين بالتخدير، وبالإضافة لذلك، أشار المشاركين في الدراسة إلى شعورهم بالانتعاش بعد الاستيقاظ مع عدم وجود أي آثار جانبية.
يتكلف جهاز "ICANsleep" حوالي 100 جنيه إسترليني، وسوف يتم توفيره في إسرائيل وكاليفورنيا العام المقبل بعد إجراء عددا من التجارب الأخرى.
وتأمل الشركات المصنعة لإقناع هيئة مراقبة المخدرات في المملكة المتحدة لإدراج الدواء الجديد ضمن الأدوية القانونية.
ووفقا للإحصائيات الحديثة فإن ثلث البالغين يعانون من نوبات عرضية من الأرق. ويرتبط نقص عدد ساعات النوم المنتظم بمخاطر الاكتئاب والبدانة والنوبات القلبية والسكتة الدماغية ومرض السكري، ويخفض من متوسط عمر الإنسان، كما أن الضجيج، والأضواء والأجهزة النقالة ليست سوى عدد قليل من العوامل العصرية المؤثرة في نمط الحياة والتي يتم إلقاء اللوم عليها في الإصابة بالأرق.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل" فقد صمم الباحثون الإسرائيليون الدواء الجديد ليحتوي على مركب "رباعي هيدرو كانابينول" والذي يعرف اختصارا بـ "THC" وهو المادة الكيميائية الأكثر شهرة في نبات القنب الهندي ذات التأثير النفسي. وتشير الاختبارات على الحيوانات إلى أن البخاخ يظهر تأثيره في غضون عشر دقائق أو أقل، ويؤكد العلماء أن جهاز "ICANsleep" آمن تماما للاستخدام ولا تسبب المواظبة عليه الإدمان.
وقال الدكتور ساول كاي لصحيفة "ذا صن": "الأرق هو في الغالب بسبب اضطراب القلق، ويمكن لنبات القنب أن يكون فعالا في الحد من هذه الاضطرابات"، فيما أوضح الدكتور نيل ستانلى، الرئيس السابق لبحوث النوم في جامعة سارى، للصحيفة أن هيئة المحلفين لم تقرر بعد موقفها من القنب وقالت إنها بحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث".
وقد عرضت الشركات المصنعة الدواء الجديد من خلال مؤتمر "CannaTechUK"، وهو أول مؤتمر طبي عن القنب في المملكة المتحدة، في لندن الشهر الماضي لإثارة المزيد من الاهتمام والنقاش حول هذه القضية والمنتجات مثل "ICANsleep"، وعلى مدى السنوات الأخيرة، أجرى العلماء دراسات مختلفة لتقييم الآثار الجانبية الحقيقية والمخاطر من تناول الحبوب المنومة.وقد وجدوا زيادة في خطر الإصابة بنوبات قلبية، وكسر بالعظام، بالإضافة للخرف، ووفقا للخبراء، فإنها تشكل نفس التهديد الذي تشكله تدخين علبة من السجائر كل يوم.
ويعتقد شون يونغستدت، الباحث في دراسات النوم بجامعة ولاية أريزونا أن أولئك الذين يسعون للحصول على ليلة جيدة من النوم يجب عليهم ممارسة الرياضة أكثر من ذلك، حيث أن هذه الفترة القصيرة من النشاط البدني تساعد على حرق الدهون، وأيضا تساعد في النوم بشكل طبيعي، وقد دافع الباحثون منذ فترة طويلة عن الحاجة إلى علاجات آمنة للأرق بسبب المخاطر الصحية التي يشكلها.