لندن ـ كاتيا حداد
ادّعت دراسة رائدة أن المفتاح الرئيسي لإنقاذ حياة الأطفال حديثي الولادة يوجد في نصف ملعقة صغيرة من الدم، إذ كشفت الأبحاث عن التغيرات الجذرية في نظام مناعة حديثي الولادة، والتي يقول العلماء إنها ربما تحول فهمنا للمرض عند الأطفال.
وكشفت الدراسة التي أجرتها وحدة "أم آر سي"، في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، عن تغييرات في مسارات التطوير داخل خلايا حديثي الولادة المتعلقة بمكافحة العدوى.
وأخذ الباحثون عينات من دم الأطفال في مركز الصحة في غامبيا، عند الولادة ثم مرة أخرى بعد 3 أو 7 أيام من الولادة، ووجدوا حدوث تغيرات جينية في المكونات المتعلقة بالمناعة عند الأطفال في الأسبوع الأول، ثم قارنوا النتائج مع تلك الموجودة في عينات مأخوذة من مجموعة من الأطفال في بابوا غينيا الجديدة، وخلصوا إلى أن التغييرات لم تكن عشوائية، لكن حسب العمر.
أقرأ ايضًا:
"النوم" يقي من نزلات البرد والتهاب الحلق وانسداد الأنف
كانت أحد أكبر التحديات التي واجهت جمع البيانات حول نمو الأطفال حديثي الولادة كيفية جمع عينات دم كبيرة بما يكفي لتشخيص الأطفال الصغار، وتغلب الباحثون على هذا من خلال تحسين تقنياتهم للسماح بالحصول على عينات أصغر.
وقال الباحثون إنهم يأملون في أن تفيد النتائج في دراسة اللقاحات التي تستهدف الأطفال حديثي الولادة، فهم أكثر الفئات ضعفا وعرضة للإصابة بالالتهابات المميتة خاصة في العالم النامي.
وقالت كبيرة المؤلفين وطبيبة الأطفال في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، الدكتور بيت كامبمان: "المعرفة بشأن عملية التطوير لا تزال قليلة، لكن هذه الدراسة تسد بعض الثغرات بشكل خاص في مجال اللقحات المستخدمة في هذه الفئة العمرية." وأوضحت أن العلماء كانوا حريصين على العمل في وضع في العالم الحقيقي، لاكتساب نظرة ثاقبة على تطوير المناعة في بيئة الرضع، لتسمح لهم بالبقاء على قيد الحياة، وإبعاد تهديد إصابتهم بالأمراض، وتطوير اللقحات التي يمكن أن يستفيدوا منها.
وقال أوفير ليفي، من مستشفى الأطفال في بوسطن: "حاليا معظم اللقاحات يتم تطويرها من خلال التجربة والخطأ، ونسعى إلى الحصول رؤية عميقة جوئية في عمل اللقاح في الحياة المبكرة حتى نتمكن من تطوير لقاحات الأطفال الرضع بطريقة أفضل في المستقبل"، ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، توفي نحو 5.4 ملايين شخص دون سن الخامسة في عام 2017، 2.5 مليون منهم في الشهر الأول من ميلادهم.
وقد يهمك ايضًا:
أهم الأطعمة التى تقوى عظام الطفل وتزيد مناعتة
محاولات لاكتشاف التوحُّد مبكرًا بـ"مسح أدمغة" حديثي الولادة