الجزائر - الجزائر اليوم
أكد البروفيسور نيبوش، رئيس مصلحة الأمراض القلبية بمستشفى نفيسة حمود “بارني” في الجزائر، أن الصدمة القلبية أصبحت تشكل مشكلا صحيا كبيرا في الجزائر، بسبب تغير أسلوب حياة الجزائريين الذي يتميز بالهدوء وانعدام النشاط، بالإضافة إلى التغذية المشبعة بالدهون والسكريات والموالح، وما صاحبها من استفحال لثقافة الأكل الخفيف “الفاست فود”.
وكشف المختص أن إفراط المواطن في استهلاك السكر عرضه إلى عديد الأمراض، أولها السكري المقرون عادة بارتفاع الضغط الدموي، حيث تحتوي وجبة غذاء مكونة من ساندويتش بطاطا مقلية وبيض مع قارورة عصير أو مشروب غازي على ما يقارب 70 غ سكر.ز وهو ما اعتبره بالكارثة الصحية الزاحفة على شباب وجيل مستقبل هذه البلاد، وقدم مقارنة حقيقية بين أسلوب حياة آبائنا وأجدادنا وبين النمط المعاصر القاتل والمدمر، الذي يستدعي مراجعة عاجلة، حيث يحتوي مواد خطيرة للقلب والشرايين.
وتهدد الأمراض القلبية على اختلافها، حسب المختص، الجزائريين الأكثر من 50 عاما بالنسبة للرجال والأكثر من 60 عاما بالنسبة للنساء، غير أنها في الفترة الأخيرة باتت تزحف على فئة الشباب، وذلك بالنظر إلى عدة عوامل، منها العامل الوراثي والإصابة بالسكري الذي يصيب 14 بالمائة من السكان وارتفاع الضغط الدموي الذي يصيب 30 بالمائة من المواطنين، ناهيك عن مخاطر التدخين القاتلة، مشيرًا إلى أنّ التدخل الطبي يجب أن يكون في الساعات الست الأولى من الإصابة بالأزمة لإنقاذ المصاب.
وتفتقد الجزائر إحصائيات دقيقة تخص عدد ضحايا الأمراض القلبية، وفق ما أكده البروفيسور نيبوش، غير أن تقييما وطنيا تقريبيا يشير إلى تسجيل أكثر من 60 ألف حالة سنوية، وتحصي مصلحة الأمراض القلبية لمستشفى بارني وحدها 1500 حالة، وهو رقم يعادل نصف إصابات فرنسا التي تحصي ما بين 100 إلى 120 ألف حالة سنويا.
وطالب البروفيسور نيبوش بتطبيق استراتيجية ومخطط عمل لطالما دعا إليهما المختصون على مرور السنوات الفارطة، خاصة توصيات اللجنة متعددة القطاعات التي أنشئت خصيصا للتكفل بالأمراض القلبية ومحاربة ظاهرة التدخين، التي رغم إتمام مهمتها وعملها على مدار عامين كاملين ظلت مخرجاتها حبرا على ورق، لأن تطبيقها حسب المختص يتطلب وعيا كبيرا.
قد يهمك ايضا
حملة للكشف المبكر عن الأمراض القلبية لدى الأطفال في عجمان