البطاطا المقلية تهدد جسم الإنسان
لندن ـ ماريا طبراني
يبدو أن هناك سرًا وراء إدمان البعض تناول مأكولات بعينها بكميات كبيرة وبشكل منتظم كالبطاطا المقلية والشوكولاتة وغيرها من أنواع الأطعمة التي تخلو من القيمة الغذائية، بخلاف التفسير السائد لهذا السلوك بأنه نوع من الطمع أو الشراهة وما إلى
ذلك، حيث أشار بحث جديد إلى أن هناك أنواعًا من الأطعمة لا يمكن تناولها بكميات قليلة، وهو ما ابتعد البحث عن تسميته طمعًا أو شراهة، بل أُطلق عليه الشراهة من أجل المتعة، حيث يكون تناول هذه الأطعمة في تلك الحالات من أجل الاستمتاع بطعمها فقط لا بدافع الجوع.
وقال البحث في توصيف هذا الشيء إنه الأكل من أجل الترفيه، وهي حالة من الممكن أن يتعرض إليها أي شخص في أي وقت أو أي مرحلة من حياته لأي سبب، وتُعد هذه الحالة هي المسؤولة عن الزيادة المفرطة في الوزن والسمنة.
استندت الدراسة إلى مسح لمخ الفئران التي قُدمت إليها بعض الأطعمة التي تتناولها بين الوجبات الرئيسة عبارة عن مسحوق يحتوي على الدهون والكربوهيدرات، وهو المسح الذي تم على أيدي فريق بحثي في جامعة إيرلانجن نيورمبرغ الألمانية.
وأسفرت نتائج تلك التجربة أن هناك عاملاً آخر غير خصائص البطاطا المقلية وطريقة تناولها يتدخل في زيادة الكميات التي يستهلكها الشخص منها، وهو العامل الذي يتمثل في تناول الطعام.
ورجحت الدراسة في غالب الظن أن مكونات البطاطا المقلية أو رقائق البطاطا المقلية تحتوي على كربوهيدرات ودهون تقوم بإرسال إشارة للمخ تفيد بأن الشخص مستمتع بتناولها، مما يعمل على فتح شهية الشخص الذي يتناولها، فيأكل المزيد والمزيد منها.
يؤيد ذلك ما أظهره مسح المخ الذي أُجري على الفئران، والذي أكد أن مراكز الإدمان في المخ كانت في أقصى درجات النشاط أثناء تناول الأطعمة التي تحتوي على كربوهيدرات ودهون، والتي كانت الفئران تتناولها بين الوجبات الرئيسة.
وأثبتت الدراسة أن ما يتناوله الإنسان من طعام ساعات النوم والنشاط والحركة من أهم العوامل التي حفزتها المقرمشات والأطعمة التي تؤكل بين الوجبات الرئيسة، وعلى النقيض من ذلك، لم تظهر الفروق في مستوى نشاط المخ مقارنةً بالمضغ المعياري ومجموعة الدهون والكربوهيدرات إلا عند درجات ثانوية.
أما الخلاصة التي توصلت إليها الدراسة فهي أن هناك شيئًا أو عاملاً لا يزال غير معروف يجعل مقرمشات البطاطا المقلية وغيرها من الأطعمة التي تحتوي على كربوهيدرات ودهون أكثر جاذبية من غيرها من الأطعمة، وتحمل الشخص على تناول كميات كبيرة منها من دون الحاجة إليها لسد الجوع الذي يشعر به، وهو العامل الذي اكتشف الباحثون أنه الأكل من أجل المتعة، وهو ما ينطبق على المقرمشات والحلويات مثل الشيكولاتة وغيرها من الأكلات التي يتناولها الناس بين الوجبات.