تونس_أزهار الجربوعي
أكد رئيس النادي الثقافي العربي فادي تميم في مقابلة مع "العرب اليوم"، أن الكتاب الورقي مازال يحظى بمكانته رغم التوجه الكبير نحو الرقمنة ، معتبرا أن لبنان تفوّق على غيره من الأقطار العربية في ميدان النشر وصناعة الكتب، بفضل توفره على سقف عالٍ من الحرية فضلا عن أن لبنان هو أول من ابتدع فكرة إنشاء معارض دولية خاصة بالكتب. وقال فادي تميم إن "خدمة الثقافة تبدأ بخدمة الكتاب"، معتبرا أن الكتاب نتاج عن مراكمة تجارب حياتية، اجتماعية، سياسية وأن الكتاب هو الناقلة التي تحمل مختلف هذه التجارب إلى الناس والعالم وتمكن المواطن العربي من أن يكون مطلعاً على كل ما يحدث في عالمه ويدور في فلكه، على جميع الأصعدة حتى يستفيد من هذه الخبرات في تطوير نفسه. وبشأن عوامل تقدّم لبنان في صناعة الكتب والنشر و تقنيات الطباعة، خاصة على الصعيد العربي مقابل تأخر العديد من الأقطار على هذا الصعيد، أكد رئيس النادي الثقافي العربي فادي تميم أن " سبب تفوق لبنان يعود لعاملين رئيسيين أولهما أنه بلد قام بتخصيص معارض للكتاب والسبب الثاني فيعود إلى السقف المرتفع للحرية الموجود في لبنان والذي يتيح الحرية الكاملة للناشر سواء كان من الدولة اللبنانية ومن مختلف الأقطار العربية، لينشر أي كتاب يريده، بالتالي فإن لبنان هو ساحة فكر حر يختلف عن بقية الدول يسمح للناشر اللبناني والعربي يكون عنده مجالات أوسع ليطلع على كامل الإنتاج الثقافي". وبشأن دور وأهمية المعارض في دعم الكتاب والتسويق للثقافة والأدب في ظل النزعة العالمية المتوجهة نحو الثورة التكنولوجية والرقمية التي توصف بأنها أسرع وأقدر على الوصول للجمهور، قال رئيس النادي الثقافي العربي فادي تميم"لا شك في أن التطور التكنولوجي أتاح للإنسان فرصا أكبر للإطلاع على الإنتاج الثقافي حيثما كان وبأبسط الوسائل دون أن يكلف نفسه عناء التنقل لساعات بحثا عن كتاب أو إصدار جديد، لكن المعرض والكتاب الورقي ما يزال يستحوذ على اهتمام الكثير من الناس، فهو يوفر تواصلا مباشرا بين الكاتب والقارئ تعجز الوسائل الرقمية عن توفيره، التطور الرقمي موجود ونحن بصدد مجاراته ومواكبته إلا أن التجارب أثببت أنه من الصعب على القارئ متابعة كتاب يتكون من مئات الصفحات على شاشة الكترونية على اعتبار أن الأمر جد مرهق ومتعب عكس الكتاب الورقي الذي سيظل باقيا وموجودا ويحظى بطلب كبير من القراء وفي تحسن مستمر، وهو ما يعني أن التكنولوجيا ساعدت الكتاب وأن الرقمنة لم تنجح في احتلال مكانته بعد".