غزة ـ محمد حبيب
يحتضن المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة نخبة من أصحاب فن صناعة السينما، الذين مازالوا يبدعون في صناعة الأفلام، لتكون وسيلة للتعبير عن ثقافة وقضية المجتمع الفلسطيني، في محاولة جريئة منهم لإيصال رسالة إلى العالم، ولفت الانتباه إلى القضية الفلسطينية، والحفاظ على الهوية، ومن بين هؤلاء، كان لـ"العرب اليوم" لقاءًا مع المخرج الغزي فائق جرادة. وقد أكد المخرج الغزي فائق جرادة، الذي يعمل في شركة "ميديا غروب"، من خلال حديثه مع "العرب اليوم"، على وجود عدد كبير من المخرجين الفلسطينيين الموهوبين في مجال الإنتاج البصري السينمائي، والذين قاموا بإنتاج العديد من الأفلام السينمائية المختلفة، مطالبًا الجهات المعنية باحتضانهم، وتنمية هذا الفن ودعمه بكل السبل والإمكانات. وبشأن المشاركات في المؤتمرات والمهرجانات، أوضح جرادة أنه شارك في مختلف الفعاليات والمهرجانات الخاصة بعرض الأفلام الوثائقية، قائلاً "كانت من ابتكار وصناعة مجموعة من الشباب الهواة الفلسطينيين، حيث حققت هذه المشاركة صدًا واسعًا، والتي أُقيم بعضها في قاعة المسحال في غزة، بحضور عدد من النخبة المثقفة وذوي الاختصاص، وحضور مجموعة من الأكاديميين والشخصيات، كان من أبرزها الأستاذ غسان رضوان". وأوضح جرادة قائلاً "كان مهرجانًا مميزًا، عرض من خلاله 33 فيلمًا وثائقيًا خليجيًا، وكان هدف هذا المهرجان هو التعرف على الثقافة الخليجية، والاستفادة منها، بما يتلائم مع طبيعة المجتمع الفلسطيني"، مضيفًا "كما تمت المشاركة بمجموعة من الأفلام الوثائقية في مهرجان أُقيم في دولة المغرب، تأكيدًا على حضور فلسطين في هذا المجال". وقال جرادة "من خلال هذا الفن يمكن محاربة إسرائيل، عبر إنتاج مجموعة من الأفلام الوثائقية التي تعبر عن حجم الظلم الذي يتعرض له المجمتمع الفلسطيني، من قبل قوات الاحتلال الصهيوني"، مضيفًا "هناك مجموعة من الشركات الإسرائيلة الخاصة بالإنتاج البصري تقوم بإنتاج الأفلام الوثائقية، والتي تهدف إلى كسب تأييد المجتمع الدولي، وحشده لدعم سياسة إسرائيل". وردًا على سؤال بشأن الجوائز والإنجازات التي حققها أصحاب هذا الفن، أكد جرادة قائلاً "العديد من المخرجين الفلسطينين قد نالوا الجوائز، وحققوا الانتصار، وحصلوا على الألقاب، خلال مشاركتهم في المسابقات التي عقدت على الصعيد الدولي والمحلي"، وفي الوقت نفسه، أعرب جرادة عن حزنه الشديد، نتيجة عدم اهتمام وسائل الإعلام بهذا الفن، إضافة إلى غياب مؤسسة حكومية تتبنى هذه الإنجازات، وتنميها وتستثمرها، وكذلك غياب دور وزارة الثقافة الفلسطينية. وعن الصعوبات التي تواجه فن الإنتاج البصري في فلسطين، أوضح جرادة قائلاً "من ضمن تلك الصعوبات عدم وجود مؤسسة حكومية حاضنة، إضافة إلى الانقسام الفلسطيني، والسياسة الخاصة التي تنتهجها كل وسيلة إعلامية، إضافة إلى العادات والتقاليد السائدة في المجتمع الفلسطيني، والتي تحتم في بعض الأحيان عدم مشاركة العنصر النسوي في العمل الدرامي التلفزيوني"، مضيفًا "إن الإنتاج البصري السينمائي في فلسطين يفتقد إلى المهنية المستقلة، رغم وجود أعمال مميزة". وفي نهاية الحديث معه، أكد جرادة قائلاً "الفن يُوّحِد ولا يُفَرِق"، متمنيًا أن تنتهي حالة الانقسام بين الأخوة الأشقاء، معربًا عن أمله في استثمار المصالحة، للمشاركة مع مختلف المؤسسات الفلسطينية الموجودة في الضفة، التي تهتم بفن الإنتاج البصري، وتحقيق الإنجازات التي تخدم القضية الفلسطينية، للرقي بالمجتمع الفلسطيني، وتوصيل رسالة قوية لحشد الدعم الدولي لنصرة فلسطين، وإنهاء الاحتلال الصهيوني، مجددًا مطالبته الجهات المعنية والمختصة في المؤسسات الحكومية بضرورة الاهتمام بهذا الفن ودعمه، وتقديم كل الإمكانات له، واستثمار الإنجازات التي تحققت في هذا القطاع.