أزمة الوجبات الغذائية في مدارس كولومبيا

وفي يوم مدرسي نموذجي في بوغوتا عاصمة كولومبيا سيجلس حوالي مليون تلميذ تتراوح أعمارهم بين 4 و 18 عاما لتناول وجبة غذائية فى إحدى المدارس الرسمية البالغ عددها 384 مدرسة، وتعد التغذية المتوازنة أمر بالغ الأهمية لتنمية الطفل، فالطعام الذي يقدم  قد يكون الوجبة الرئيسي ليوم كامل، لذلك عندما أثيرت مخاوف في عام 2016 على الجودة، والتسليم، والسعر، وحتى أصل وجبات الطعام ، تم أخذ هذا على محمل الجد.

وقد بدأت كولومبيا مؤخرا بنشر سجلات تفصيلية عامة، للتعاقدات كبيانات مفتوحة لأول مرة. وتم التعاون والعمل مع الشركة الوطنية وكالة المشتريات، كولومبيا كومبرا إفيسيانت، لتحليل ومعرفة  136مليون دولار التي يتم انفاقهم على وجبات الطعام وغيرها من الخدمات، ولكن ما تم معرفته كام صادما.

وتقول وزير التعليم في بوغوتا ماريا فيكتوريا أنغولو لقد اعددت انا والعمدة إنريك بينالوسا، إصلاحات جذرية تقوم على نهج التعاقد المفتوح. وقمنا بتحديد الحد  الأدنى والحد الأقصى لأسعار الوجبات وجعلنا عملية التعاقد تنافسية ومفتوحة تماما. فلن يكون توريد المواد الغذائية وتغليفها وتوزيعها لعقد واحدا، ولن يكون السعر المتدنى هو العامل الحاسم عند اختيار المورد، بل ستكون الجودة. لقد بدأنا في تبادل جميع المعلومات حول كيفية شراء الوجبات، بدءا من التخطيط لها وحتى تسليمها، على على الإنترنت ليراها أي شخص، بطريقة يسهل فهمها.

وقد واجهنا مقاومة من كل الاتجاهات، وقد هدد بعض الموردين الحاليين بالمقاضاة، مع تقديم تسع دعاوى قضائية حاولوا وقف العملية، وحدثت المزيد من التوترات في مدينتنا المستقطبة سياسيا، مع أكثر من 10 مناقشات في مجلس المدينة حول العملية. وعلاوة على ذلك، حاولت حملة من وسائل الإعلام تشويه سمعة الإصلاحات وتخريبها عن طريق نشر معلومات مضللة عن المواد الغذائية التي قد تصل تالفة  بسبب النظام الجديد،.

في ديسمبر/كانون أول 2016، فتحنا عطاءات لشراء 74منتجًا، وبحلول آذار / مارس 2017، تم العثور على موردين لهم جميعا، باستثناء شركة واحدة: لم تقدم أي شركة في محاولة لتوفير الفاكهة الطازجة بتكلفة محددة، وهذا ما جعلنا مشبوهين. وكانت 22 مليون دولار التي قالت الشركات أنها تحتاج اليها لتزويدنا  بالمنتجات اكثر من ميزنيتنا، فهل قاطعت الشركات عملية المناقصة لإجبارنا على فتح شركة جديدة بأسعار أعلى؟

وقد شكت أمانة التعليم و كومبرا إفيسيانت كولومبيا إلى منظم السوق، والمشرف على الصناعة والتجارة، وبدأت تحقيقا ينظر في الادعاء بأن الشركات كانت مبالغة في تكلفها  للفاكهة الطازجة  بنسبة 50٪. 

وتستمر القضية، في هذه الأثناء لكننا  كنا قادرين على دفع إصلاحاتنا الى الامام ، وذلك باستخدام البيانات المفتوحة لتكون شفافة وجعلنا المناقصة أكثر ذكاء. اذ تم الآن إنفاق ميزانية قدرها 136 مليون دولار تم تقاسمها بين 12 شركة تقدم 54 منتجا متخصصا. وتبيع لنا مباشرة، بدون وسطاء. فنحن نوزع الآن ،000 790وجبة خفيفة باردة، و ،000 163وجبة ساخنة كل يوم لتلاميذ بوغوتا ولدينا برنامج الغذاء المدرسي .ومثلما يحتاج أطفالنا إلى غذاء صحي لكي يزدهروا، تحتاج الحكومات إلى الشفافية والنزاهة حتى تنفق أموال دافعي الضرائب بحكمة ويستفيد منها المواطنين.