بكين ـ مازن الاسدي
التقط جيسون روبنسون أحد السكان المحليين، الجمعة الماضية، فيديو أعلى نهرPine أثناء طريقه إلى العمل، وصور دائرة غريبة من الثلج تدور من تلقاء نفسها في نهر ميتشيغان، وحيرت هذه الأقراص الجليدية الدائرة، العلماء منذ عقود، وأوضح روبنسون: "رأيت بعض الأشياء المذهلة وغير المذهلة في حياتي"، وحيرت هذه الظاهرة العلماء منذ عقود إلا أنهم لم يتوصلوا إلى سبب واضح لهذه الأقراص الجليدية الدائرة، وكان يُعتقد في البداية أن هذا الدوران نتيجة الدوامات أو التيارات في النهر والتي تدفع الجليد.
وبلغ حجم بعض أقراص الجليد أكثر من 55 قدمًا، وأظهرت النماذج أن الدوامات لا تسبب أقراصًا جليدية كبيرة بهذا الحجم، واستخدم علماء من جامعة لييج في بلجيكا المغناطيس لمحاكاة الظروف في هذه الأنهار المجمدة في دراسة نشرت في Physical Review E في يوليو/ تموز العام الماضي، وباستخدام أطباق بيتري وجد العلماء أن كتل الجليد تبدأ بالدوران حتى عندما لا يكون هناك تيارًا، وذلك بسبب ذوبان الجليد، ويعني ذلك أن سبب دوران الأقراص الجليدية هو ذوبان الجليد وليس دواما الماء نفسها، وبين روبنسون أن الأقراص الجليدية من الثلج تجمدت من الأطراف وتوقفت عن الدوران.
وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها التقاط هذه الظاهرة النادرة عبر الكاميرا، حيث شوهد قرص جليدي آخر في نهر Sheyenne River في داكوتا الشمالية عام 2013 بواسطة جورج لوجرينغ (73 عاما) المهندس المتقاعد أثناء خروجه للصيد مع أقاربه، وأوضح لوجرينغ أنه عندما شاهد القرص العائم للمرة الأولى لم يصدق عينيه، مضيفا " لم أكن أصدق في البداية إنه أمرا سرياليا، فأنت تنظر إلي القرص الدائر وتتعجب كيف يمكنه فعل ذلك"، وقدّر جورلينغ حجم القرص ب 55 قدما والتقط الصور ومقاطع الفيديو لما رأه واتجه وزوج ابنته وابن شقيقته إلى الإنترنت للبحث عن المزيد من المعلومات، وأضاف لوجرينغ " إنها ليست ظاهرة غير معروفة لكنها نادرة نسبيا".
وأوضح كل من، آلين شلاج من دائرة الأرصاد الجوية الوطنية في بسمارك وغريج غاست من الأرصاد الجوية في غراند فوركس أن هذه الظاهرة مزيد من البرد والهواء الكثيف في نهاية الأسبوع الماضي ودوامة في النهر تسبب هذا القرص على الأرجح، حيث يحول ضغط الهواء والطقس البارد مياه النهر إلى جليد ولكن نظرًا لأن المياه دافئة فلم يحدث ذلك لكل المياه في وقت واحد، حيث تحاصر بعض أجزاء الجليد الطافية في دوامات وتبدأ في الدور في حلقة مفرغة، ويقول شلاغ: "إنها ليست قطع صلبة من الجليد إنها عبارة عن مجموعة من مكعبات الثلج"،وبين لوجرينغ أن قرص الجليد تجمد لكنه ما زال واضحًا في النهر.
ولا تعد هذه الظاهرة غير معروفة في منطقة القطب الشمالي والدول الإسكندنافية وكندا لكنها نادرة جدا، ويعتقد أن هذه الظاهرة تحدث عند الإنحناءات في النهر حيث تتسارع الماء ما يخلق قورة تسمى "الانفصام الدائري" والتي تكسر قطعة من الثلج وتجعلها تدور، وأثنا دوران القرص الجليدي فإنه يحتك بالجليد الأخر المحيط ما يمهد إلى اكتمال الدائرة، وتابع لوجرينغ " أنا غير متأكد من الوقت الذي استمرت فيه في الدوران، ولكن لابد وأنه وقت طويل، وإذا نظرت إلى الصورة يمكنك ملاحظة نمو حجم القرص"، وأعرب شلاغ عن دهشته بحجم القرص الجليدي والتي من المرجح أن تتواجد في نهر أكبر مثل ميسروي، مضيفا "ربما يكون هذا واحد من أفضل الأمثلة التي رأيتها، إنها مثال رائع حقا".