أمستردام ـ نانسي نجم
حلل الباحثون، بتلات نبات الحوذان الصفراء اللامعة، لمعرفة السر وراء هذا التوهج، بالكشف عن طبقة خارجية رقيقة للغاية تخلق هذا التوهج، وأوضح خبراء من جامعة جرونينجن، في هولندا، أن البتلات لها طبقة خارجية رقيقة للغاية بسمك خلية واحدة، وتحتوي على صبغة صفراء، وقسّم الدكتور كاسبر فان دير كوي، الذي قاد الدراسة الضوء المنبعث من البتلات إلى أنماط قوس قزح واصفا إياها بالأطياف، مضيفا "اكتشفنا أن هذه الطبقة الرقيقة تعمل كفيلك بصري وتولد لون فيما يشبه الزيت على الماء أو فقاعة الصابون، وينعكس الضوء على كلا الجانبين حيث يلتقي الضوء والخلايا، ويحدث تداخل بصري رقيق يؤدي إلى دمج الألوان المنعكسة ما يخلق اللمعان الأبيض الذي يجعل البتلات تبدو لامعة".
ويعد هذا النوع من الأصباغ فريد في عالم النباتات، وتابع الدكتور كوي " تستخدم الفراشات هياكل مماثلة لإنتاج اللون كما تفعل بعض الطيور إلا أن الحوذان هي الزهور الوحيدة التي تقوم بذلك"، وأوضح كوي أن البتلات تضم طبقة من النشا التي تنثر الضوء مرة أخرى وتعيد إرسال بعضه من خلال الطبقة المصبوغة، وتابع كوي "وهكذا ينتقل الضوء المنعكس من النشا عن طريق الصبغات ما يعطي لون أصفر غني، وتعد هذه الميزة ذات شقين، الأول أنه في ظل الظروف المناسبة يساعد اللمعان في إطاء ومضة مشرقة مرئية لحشرات التقليح من مسافة بعيدة"، ولكن يجب أن تكون الشمس عالية في سماء صافية ليحدث ذلك، والضق الثاني أن الحوذان أزهاره تتبع الشمس وخاصة في الأيام الباردة، ففي الأيام الباردة تعكس البتلات أشعة الشمس نحو المنطقة الوسطة في الزهور حيث توجد الهياكل الإنجابية.
وتابع كوي: "لا زلنا نقوم بالقياسات ولكن لدينا فرضية أن هذا الضوء يساعد في زيادة درجة حرارة الجهاز التناسلي ما يعزز نضج البذور وحبوب اللقاح"، وأظهرت القياسات السابقة أن مركز الزهرة يكون أكثر دفئا بعدة درجات عن الحرارة المحيطة، وأضاف كوي: "ربما يرجع ذلك إلى الدور الوقائي للبتلات من الرياح، الآن يمكننا شرح الآثار المترتبة على التشريح المعقد للبتلات".