المتنزهات والحدائق

تستهين  بعض العائلات الجزائرية بالتحذيرات التي يطلقها المسؤولون والمختصون بخصوص انتشار فيروس كورونا، وهو ما جعلهم يخرجون إلى الفضاءات العامة والمنتزهات ويعرّضون حياتهم وحياة أبنائهم لخطر الاحتكاك بالآخرين والتواجد في تجمعات شعبية وجماهيرية، أمر يعكس انعدام المسؤولية وتهوين الأمور، وبالمقابل حشد العديد من القائمين على تسيير المنتزهات والحدائق العامة باتخاذ قرارات احترازية بعضها شمله الغلق وبعضها الآخر شمله حملات التحسيس والتوعية بغرض جر زوارها نحو مغادرتها والعزوف عن ارتيادها  قصد التزام بيوتهم.

ولوحظ خلال اليومين الماضيين حشود النساء والأطفال والآباء في الشوارع والمحلات ووسائل النقل الجماعية من حافلات وميترو وتراموي وكذا المنتزهات والغابات والحدائق، مستغلين بذلك تقديم العطلة الربيعية في الترفيه عن أنفسهم، ضاربين بذلك عرض الحائط كل النداءات والإعلانات التي أصدرتها السلطات الصحية والتي تصب في إطار محاصرة الفيروس الذي تسبب إلى غاية الآن في وفاة 4 أشخاص وإصابة 48 آخرين.

وبرّرت بعض العائلات التي خرجت إلى الفضاءات العامة ما أقدمت عليه بأنها تتخذ احتياطاتها من وضع للكمامات واستعمال دوري للمطهرات لأبنائها وتجن اختلاطهم مع الغير، غير أن هذا يبقى غير كاف بنظر المتابعين للشأن الصحي والتطور الوبائي لهذا المرض المعدي الذي يتناقله الأفراد بسرعة فائقة خاصة خلال الفترة التي تسبق ظهور الأعراض والتي يحتضن فيها الجسم الفيروس لأكثر من 14 يوما وقد ترتفع إلى 21 يوما.

 

وسارعت بلدية الجزائر الوسطى بناء على توصيات الوزارة الأولى وبغرض الحد من تفشي فيروس كورونا إلى اتخاذ بعض الإجراءات الاحترازية مثل تنظيف وتطهير الساحات العمومية والأحياء بماء جافيل وباستعمال الصهاريج المائي وكذا غلق الحدائق العمومية التابعة لمصالح البلدية أو المؤسسات التابعة لها مع غلق المرافق الثقافية وتأجيل كل النشاطات بكافة أنواعها وتزويد المساجد بمواد التطهير والتعقيم بغرض تطهير المساجد بعد كل صلاة بالإضافة إلى تنظيف وتطهير وتعقيم محطات توقف الحافلات واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة لحماية العمال والموظفين وتزويد المصالح المختصة بوسائل التنظيف والتطهير والتعقيم في أماكن العمل ومنع حضور العمال المصابين بالزكام أو الأنفلونزا.

وأكدت قديري أحلام رئيسة لجنة الشؤون الاجتماعية والثقافية بالمجلس الشعبي الولائي للعاصمة أنه إلى غاية الآن لم يتم اتخاذ أي قرار بخصوص غلق المنتزهات والفضاءات العمومية، لكننا أجلنا البرنامج الذي كان مخصصا للعطلة لتفادي أي احتكاك أو تجمعات قد تصيب بالعدوى.

وأكدت المتحدثة أنّ هنالك برنامج تحسيس مع لجنة الصّحة للتصدي لانتشار كورونا، مذكرة بأهمية التزام الحذر والاحتياطات في غياب اللقاح والأدوية، وعدم الخروج خلال العطلة المدرسية بالنسبة للأهل والأبناء.

وأضافت قديري “على الأولياء أن يعوا أهمية الوقاية والنظافة وتجنب الخروج.. على هؤلاء أن يستوعبوا الخطر وإن لم يكن هناك أشخاص طرق العدوى سريعة ولا تستطيعين معرفة أن كنت حاملة.

وفي ذات السياق، أوضح إلياس قمقامي مدير الحظائر والحدائق “لوبلا” أن هيئته قامت بالتنسيق مع الكشافة الإسلامية والمركز الصحي لها بإطلاق حملة تحسيس وتوعية واسعة على مستوى منتزه الصابلات لوضع الجزائريين والأمهات على وجه الخصوص في صورة التهديدات الصحية التي تحيط بهم.

وأوضح قمقامي أن الإقبال على الصابلات مقارنة بالمعتاد محتشم وخفيف غير أنه موجود وهو ما يدفعنا لمواصلة التحسيس بأهمية البقاء في البيوت وعدم الخروج وأردف قمقامي بخصوص إصدار قرار غلق المنتزهات والحدائق إلى أن تتحسن الأمور قائلا: “ليس أسهل من هذا القرار، لكننا لا نريد أن نمنع العائلات من المنتزهات لتتوجه بعدها وجهات أخرى مثل الشوارع والأحياء وتختلط بالجميع نريد أن نوصل إليهم رسالة يقتنعون بها وبأن الخطر قائم وعلينا مواجهته بالالتزام بالبقاء في البيوت”.

وتم توزيع العديد من القصاصات والمنشورات والمطويات من أجل التقيد بالنظافة وعدم المصافحة والتقبيل وغسل اليدين بانتظام بالماء والصابون والمطهرات الكحولية واستعمال المناديل الورقية عند العطس والتخلص منها مباشرة.

قد يهمك ايضا:

جمعية "الأحمدية الإسلامية" تنظم حملة تنظيف للشوارع والمنتزهات الأميركية

أجمل الحدائق العامة والمنتزهات التي يُمكنك زيارتها في موناكو