الجزائر - سميرة عوام
يهتم العديد من الشباب المستثمر في عالم النباتات في الجزائر، في خلق أماكن استثمارية مفتوحة لغرس الأزهار ونباتات الزينة، إلى جانب، استغلال المشاتل الخاصة بالورود والأزهار ذات الألوان الزاهية والتي تحمل
خصوصية كل منطقة جزائرية، حيث تعرض نباتات الزينة في المعارض الوطنية والدولية.الشاب لسود مراد هو واحد من الجزائريين الذين نجحوا في عملية الاهتمام والعناية بعالم النباتات، حيث تمكّن هذا الشاب في وقت قصير من خلق علاقة حب وتواصل مع الورود والزهور ذات الألوان والأشكال المختلفة، ورغم إمكانياته البسيطة عمل هذا الأخير ليحقق حلم الطفولة، وبعد 17 عاما من العطاء والعمل والنشاط عرف مشروعه النور وأصبح قِبْلة واسعة للزبائن القادمين من الجهات الأربعة لمشتله خصوصا الباحثين عن نباتات الزينة ،مراد هو شخص ذو ثقافة عالية في التعامل مع الزهور والورود، لدرجة أنه أصبح يفهم لغة هذه النباتات واحتياجاتها على مدار الفصول الأربعة، اقتربنا منه كان منهمكا مع الزبائن ومحبي الورود والابتسامة لا تفارق محياه، ورغم انشغاله في المشتلة، إلا أنه فتح لنا قلبه المفعم بالصدق الذي كان يتبادله مع هذه النباتات، حيث كشف لنا مراد أن حبه الكبير للطبيعة مكّنه من فتح مشروعه البسيط والذي تحوّل إلى ورشة مفتوحة على مختلف أنواع الزهور والورود وحتى النباتات الطبية، لأنه حسب صاحب هذه المشتلة أن الثقافة تلعب دورا مهما في ترويج منتج معين خصوصا إذا تعلق بالجمال والنباتات والتي تعتبر كائنا حيا، القليل فقط من يفهم عليها، لأن هناك لغة فريدة من نوعها بين الإنسان والنبتة هو يتقنها بعد أفنى عمره في التواصل مع هذه الزهور.
وأكد مراد أن العائلات الجزائرية، أصبحت تبحث عن الجمال في مشتله الذي يحتوي على أصناف مختلفة من النباتات، ورغم ارتفاع سعر الأزهار والورود ،إلا أن الزبائن يقتطعون من ميزانيتهم لشرائها وبأغلى ثمن والتي تصل في أغلب الأحيان إلى 20 ألف دينار وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن هناك أشخاصا مولعين بعالم النباتات، وفق ما أكده مراد، والذي كان منشغلا في تصفيف الورود والتي تتنوع من اسم لآخر منها نخلة فينيكس، نبتة البهاء، ونباتات زهرية أخرى لها ألوان منفردة ،إلى جانب النباتات الطبية مثل الإكليل والزعتر والخزاما ، وسواك النبي، والمردقوش هي أعشاب مطلوبة جدا من طرف المرضى بفضل احتوائها حسب صاحب هذه المشتلة ،على فوائد طبية كثيرة .
وقال لنا مراد إن تواصله الدائم مع الزبائن فتح له مجالات أخرى لمعرفة الناس وفضولهم وعشقهم للورود، خصوصا النساء اللواتي تفضلن اقتناء الورود لتزيين الشرفات، حتى أنه يقدم هذا الشاب المولع بالنبتات نصائح عدة لزبائنه ووصفات خاصة لاتباعها حتى يتم الحفاظ على النبتة خصوصا في فصل الصيف، حيث يُقدّم لهم كميات قليلة من التربة المشبعة بالذبال والأسمدة وهي عناصر أساسية تساعد على تكاثر الورود.
ومعرفة مراد لحياة النبتة مكّنه كذلك من استيراد ورود من الخارج وإضفاء عليها لمسة سحرية تعرفك بالبيئة التي ينتمي إليها هذا المبدع والمتعلقة بوضعها في وعاء زجاجي معبأ بحبات الرمل وترصيعها بالأصداف، حيث تعطيك سحرا خاصا ممزوج بين الاخضرار ولون الرمل الذهبي، هذا ما لفت انتباهنا خلال زيارتنا للمشتل الذي تزين بأنواع عدة من النباتات مستوحاة من مختلف مدن العالم ،فالزائر لها يُخيّل له أنه في رحلة استطلاع لعالم النباتات، خصوصا بعد الاهتمام الواسع للعائلات والتي باتت تفضل تزيين غرفة الجلوس من الطبيعة من خلال اقتراحات المبدع مراد والذي يتفنن في اختيار الألوان المناسبة لكل غرفة جلوس، حسب الإكسسوارات الموجودة إلى جانب إعطاء اهتمامه الواسع للشرفات ومدخل الشقق وحتى الفيلات، كل ذلك بفضل الورود المتراصة والمتفتحة والتي تصنع يوما جميلا للنّاظر، خصوصا أن العين لها الحق كله لتعشق الطبيعة لتبدع من خلال النظرات التي تتزواج مع قطرات ندى الصباح.
وعن طموحاته أضاف لنا مراد أنه يريد توسيع نشاط مشتله، من أجل مساعدة العاطلين في الحصول على عمل يأويهم من الفقر.