خيال "ستار تريك" يسمح باستكشاف الفضاء الكوني

يقدم برنامج ستار تريك رؤية خيالية (يوتوبية) للمستقبل حيث تساعد التكنولوجيا البشرية على تجاوز صراعات الماضي، وعند بث البرنامج للمرة الأولى عام 1966 تم تجسيد الخيال العلمي بصورة كلاسيكية حيث اتجه الناس من جميع الأجناس والألوان والمذاهب إلى النجوم للبحث عن حياة وحضارة جديدة ولكن كيف يمكننا اليوم تصديق إمكانية حدوث هذه الحقيقة العلمية.

ويعتبر السفر بأسرع من سرعة الضوء أهم خطوة للسماح للإنسان باستكشاف ما وراء نظامنا الشمسي والخروج إلى الفضاء الكوني الفسيح، وللقيام بذلك يحتاج العلماء إلى كسر قواعد الزمان والمكان التي اشتهر بها أينشتاين، ولعل النموذج الأقرب إلى هذه السرعة هو محرك ألكوبيير""Alcubierre الذي اقترحه الفيزيائي المكسيكي مغويل ألكوبيير"Miguel Alcubierre" عام 1994 والذي يسمح بالسفر بسرعة أكبر  من سرعة الضوء دون التناقض مع قواعد أينشتاين.

 ومنذ ذلك الوقت أخذ باحثون في مركز جونسون لأبحاث الفضاء التابع لناسا المقترح بشكل جدي وفحصه، وأوضحت ناسا مؤخرًا أنها ترغب في تحقيق فهم أعمق لطبيعة المكان والزمان وفراغ الكم وغيرها من الظواهر الفيزيائية الأساسية، وهو ما يمكن البعثات من استخدام حلول الدفع مثل "بعثات النجوم الروبوتية".

واستعان برنامج ستار تريك بالغرف ثلاثية الأبعاد المصممة للاستخدام الترفيهي من قبل طاقم المركبة الفضائية والتي سمحت للبرنامج بالانتقال إلى أماكن غريبة، وعلى الرغم من وجود فكرة الواقع الافتراضي (VR) منذ العصر الذهبي للخيال العلمي إلا أن الأمر استغرق حتى فترة الثمانينات لتنتشر في الثقافة الشعبية.

واستغرق الأمر حتى فترة التسعينات لحين ظهور أولى المحاولات لتقديم سماعات الواقع الافتراضي، ولكن من خلال ظهور العديد من الأجهزة بأسعار معقولة مثل "Occulus Rift", و"HTC Vive" وبلاي ستيشن VR ستصبح أجهزة الواقع الافتراضي قريبًا واقعًا يوميًا للمستخدمين في المنازل، وتتميز هذه الأجهزة أيضًا بتوفير طاقم التفاعل الجسدي مع البيئة والشخصيات ثلاثية الأبعاد، ومكنت التطورات المستخدمين من التفاعل مع البيئة الرقمية.

وكشف برنامج ستار تريك عن إمكانية خلق نسخ متماثلة من وجبات الطعام من خلال استخدام الطابعات ثلاثية الأبعاد لخلق منتجات صالحة للأكل، وتصدرت إحدى سلاسل محلات الحلويات في الولايات المتحدة العناوين بعد استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد لأول مرة لإنتاج الحلوى، في حين تم افتتاح مطعم في لندن ينشئ كل شيء بداية من طاولات الطعام إلى الغذاء من خلال طابعات ثلاثية الأبعاد.

وفي ظل فحص وكالة ناسا لإمكانية تصنيع الغذاء من خلال الطابعات ثلاثية الأبعاد ربما لا يمر وقتًا طويلًا على رواد الفضاء في المحطة الفضائية الدولية لتقديم وجبات الطعام المصنوعة من الكربوهيدرات والبروتينات والدهون، وربما لا تكون الطباعة ثلاثية الأبعاد على المستوى الجزيئي بعيدة كما نظن في ظل إعلان شركة BAE Systems"" عن "Chemputer"، حيث يتم استخدام عملية كيميائية لتنمية المعدات العسكرية، وربما لا يستغرق الأمر الكثير لتطبيق المفهوم نفسه في استخدام التكنولوجيا لإنتاج الغذاء.

ويستخدم برنامج ستار تريك مؤثرات بصرية رخيصة لتجنب الحاجة إلى سفن أكثر كلفة لنقل الطاقم إلى أحد الكواكب الغريبة، وفي حين يبدو هذا النقل بعيد المنال إلا أن تطور ميكانيكا الكم يقدم بعض الأمل في انفراج المستقبل، وأفاد البروفيسور ميتشيو كاكو في وقت سابق أنه تم التوصل إلى الاكتشافات اللازمة لنقل البشر.

وأضاف كاكو إلى صحيفة ديلي إكسبرس: "النقل الكوانتي موجود بالفعل وأعتقد أننا في غضون عقد يمكننا نقل أول جزئ"، ويعتمد النقل الكوانتي على ظاهرة تسمى "تشابك الكم" وتتيح التواصل بين الذرات ويتم تبادل إرسال المعلومات فيما بينها للذرات الأخرى البعيدة، وترتبط هذه الجسيمات بطريقة تجعل عمل الواحد يؤثر على الآخرين حتى إن كانوا منفصلين على مسافات بعيدة، وهو ما أطلق عليه أينشتاين "العمل الشبحي على مسافات".

وأظهرت دراسات سابقة نقل الذرات عبر الغرف مع نقل الضوء عبر نهر دانوب في النمسا، وأوضحت دراستين منفصلتين في سبتمبر/ أيلول 2016 أن النقل الكوانتي ممكن من خلال الألياف البصرية عبر المدن.

واهتمت القوات العسكرية في جميع أنحاء العالم بأسلحة الطاقة منذ فترة الثمانينات، وعلى الرغم من أنها لا تعمل بطريقة الأسلحة الإشعاعية نفسها في ستار تريك إلا أن أشعة الليزر أثبتت قدرتها التدميرية، وأظهرت الاختبارات بالفعل أن الليزر يمكن استخدامه لإطلاق النار من الطائرات الأتوماتيكية في نطاق 22 ميلًا على الأقل، وأعلن الجيش الأميركي أنه يمكنه الاستعانة بهذه الأنظمة في مركبات الجيش في وقت مبكر بحلول عام 2017.

وتأمل القوات الأميركية في اختبار أنظمة الليزر لاستخدامها من قبل المقاتلات الأسرع من الصوت بحلول سنة 2019، وذكر تيم ريس مدير التخطيط الإستراتيجي في الجيش الأميركي: "تكمن الفكرة في توفير حل لسد فجوة عدم القدرة على تتبع وتدمير الطائرات من دون طيار البطيئة والمنخفضة التي تتكاثر في جميع أنحاء العام".