واشنطن ـ رولا عيسى
نشرت الصورة الأولى لهاتف سامسونغ غلاكسي s8 على الإنترنت، بواسطة موقع VentureBeat، وتبين أن معظم الشائعات المحيطة بالهاتف حقيقية، حيث ظهر الجهاز بحجم أكبر 5.8 و6.2 بوصة مع شاشة أموليد فضلا عن إزالة الزر الرئيسي، وأوضح VentureBeat: "تستعد سامسونغ لكشف النقاب عن زوج من الهواتف الذكية غلاكسي s8 والتي تختلف عن الإصدارات السابقة وفقًا لمصدر مطلع على خطط الشركة"، وزعم أنه سيتم الكشف عن الهواتف الجديدة في 9 مارس/ أذار.
ويتوقع أن تضم سلسلة الهواتف معالجات تستخدم طرق نانومتر 10 الخاصة بسامسونغ، ما يجعلها أسرع 11 مرة عن سامسونغ غلاكسي s7 مع معالج للرسوم أسرع بنسبة 23% و20% أكثر كفاءة في الطاقة، وكشفت الصور المنشورة عن منفذ USB-C ومنفذ لسماعة الرأس وهو ما يدحض الشائعات التي تنبأت باتباع سامسونج لنهج آبل ي التخلي عن منفذ سماعة الرأس، فيما تم نقل مستشعر البصمات إلى الجزء الخلفي.
وبينت جريدة الغارديان بشأن الهاتف " يتطلق على إثنين من الهواتف دريم ودريم2 وهي تعبر عن الإصدار الصغير والكبير من غلاكسي s8 وفقا لاثنين من المصادر، وتضم كل الإصدارات شاشات منحنية من الجانبين الأيمن والأيسر مثل غلاكسي s7 ايدج"، وتبين هذا الأسبوع أن سامسونغ لن تكشف عن هاتفها الجديد في المؤتمر العالمي للجوال (MWC) في فبراير/ شباط.
ويعد الهاتف الجديد أول إطلاق رئيسي للشركة بعد كارثة جهاز غلاكسي نوت7 والذي أدى إلى خسائر بقيمة 4.5 بليون دولار، وأكد رئيس سامسونغ كو دونغ جين أنه لن يتم إطلاق الجهاز في المؤمر العالمي للجوال في برشلونة على عكس فئة s من سامسونغ، ولم يعلق كو بشأن توقيت إطلاق الهاتف الجديد الرائد بعد فشل غلاكسي نوت7 في أكتوبر/ تشرين الثاني بسبب مشاكل في السلامة، وكشفتالشركة عن غلاكسي s7 في المؤتمر العالمي للجوال فبراير/ شباط 2016 وبدأت في بيعه ف مارس/ أذار، فيما انتُقدت سامسونغ بعد مشاكل البطاريات المنفصلة في غلاكسي نوت7 ما أدى إلى خسارة مهينة للشركة، فضلا عن اشتعال بعض الهواتف ما دفع الشركة التي تسعى إلى منافسة آبل إلى التوقف عن إنتاج الهواتف الذكية.
وقدرت تكلفة الفشل الذريع للشركة ب 5.3 بليون دولار في الأرباح المفقودة وأضرار السمعة، ويأتي ذلك في ظل تورط سامسونغ في فضيحة الفساد التي أدت إلى عزل رئيس الشركة بارك جيون هاي، وذكرت سامسونغ في بيان لها " بينت التحقيقات الداخلية والمستقلة أن البطاريات وجت لتكون سبب في حوادث غلاكسي نوت7"، وأضاف كو في مؤتمر صحفي في سيول " نحن نعتذر بصدق عن الإزعاج والقلق الذي تسببنا فيه للعملاء".
وتمثلت المشكلة الأولى في أن مكونات البطارية في جهاز نوت7 لا تناسب غلاف البطارية، ما أدى إلى ضغط الجزء العلوي الأيمن من البطارية بواسطة الغلاف، ونتج ذلك عن خطأ في لحام البطارية من الشركة المصنعة للبطارية، وتعد سامسونغ واحدة من أبرز التكتلات العملاقة في كوريا الجنوبية وتعادل إيراداتها نحو خمس الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، فيما أعلنت الشركة عن استعادة 2.5 مليون وحدة من غلاكسي نوت7 في سبتمبر/ أيلول 2016 بعد انفجار عدة أجهزة واستعال النيران فيها، وألقت الشركة باللوم على البطاريات من المورد والذي يعتقد أنه الشركة الشقيقة Samsung SDI، وعند استبدال الهواتف ببطاريات من شركة أخرى احترقت الهواتف أيضا، ولذلك قررت الشركة إعدام هواتف غلاكسي نوت7 للصالح العام.
وحظرت السلطات استخدام الهاتف على متن الطائرات أو وضعه في الأمتعة التي تم فحصها، في ظل بيع ما يصل إلى 1.9 مليون هاتف في الولايات المتحدة، وأصدرت شركات الطيران حول العالم حظر مماثل، ومنذ ذلك الحين شرعت سامسونغ في حملة لاستعادة سمعتها، وأصدرت اعتذارات متكررة ووضعت إعلانات احتلت صفحات كاملة في الصحف الأمريكية مثل وول ستريت جورنال ونيويورك تايمز وواشنطن بوست معترفة بتقصيرها في وعودها، فيما أوضح المحللون أن سامسونغ تتطلع لتجاوز الأزمة التي لم تتورط فيها الأجهزة الأخرى.
وأفاد توم كانغ، مدير أبحاث في Counterpoint Technology "يميل المستهلكون إلى التسامح في أول مرة ولكن إذا تكرر الأمر مرة أخرى سيترك ذلك أثر دائم على الجودة والعلامة التجارية صورة سامسونغ"، وبين كانغ أن سامسونغ ركزت على التصميم المبتكر نحافة الجهاز وجودة البطارية بدلا من السلامة، وأوضح كو من جانبه أنه سيتم تأجيل إطلاق هاتف غلاكسي s8 لضمان عدم وجود مشاكل تتعلق بالسلامة، ونشرت سامسونغ 700 باحثا ومهندسا في التحقيق والفحص لاختبار أكثر من 200 ألف جهاز بشكل كامل وأكثر من 30 ألف بطارية، ولم يتم تحديد مُصنع البطارية إلا أن المحققين المستقلين UL و Exponent وافقوا على النتائج، وبيّن كفين وايت رئيس الأبحاث في Exponent أن "بطارية أ" كانت مضغوطة من الجانب العلوي الأيمن، و"البطارية ب" كان لها لحامات داخلية معيبة، إلا أن كو نفى احتمالية مقاضاة الشركات المُصنعة، مضيفا "أيا كانت الأجزاء التي نستخدمها فالمسؤولية الكاملة تقع علينا لفشلنا في التحقق من السلامة والجودة، ولذلك لا أعتقد أنه من المناسب اتخاذ إجراء قانوني".
وهناك نحو ألف جزء مختلف في هاتف غلاكسي نوت7 جائت من 450 مورد مختلف، واعترفت سامسونغ أنها قدمت مواصفات البطاريات مضيفة في بيان " اتخذنا عدة إجراءات تصحيحية لضمان عدم حدوث ذلك مرة أخرى، وانعكست الدروس المستفادة من الأشهر القليلة الماضية بعمق في عملياتنا"، فيما رحب ابمستثمرون بإعلان زيادة تدال سهم سامسونغ بنسبة 1.9% في سيول ما بعد الظهيرة.
وتعاني الشركة من فضيحة فساد سياسية واسعة النطاق في كوريا الجنوبية، حيث سعى المدعون الأسبوع الماضي لاعتقال نائب رئيس الشركة لي جاي يونغ بتهمة الرشوة والاختلاس وشهادة الزور، واتُهم لي الذي أصبح رئيسًا لسامسونغ بالفعل بعد تعرض والده لأزمة قلبية عام 2014 برشوة تشوي سون سيل المقرب من بارك لتلقي امتيازات في السياسة من بارك في المقابل، وتعد سامسونغ أكبر مساهم منفرد في اثنين من المنظمات غير الربحية التي يسيطر عليها تشوي إلا أن المحكمة رفضت طلب الاعتقال على خلفية عدم كفاية الأدلة.