سيدني ـ سليم كرم
يختبر الجمهور للمرة الأولى "آلة الموت" ثلاثية الأبعاد المثيرة للجدل، وهي مصممة لإرسال الأشخاص إلى الحياة الأخرى بسلام، ويدعى الجهاز "ساركو" واخترعه مناضل القتل الرحيم الأسترالي البالغ من العمر 70 عاما، فيليب نيتشكة، المعروف أيضا باسم "دكتور دث" أي طبيب الموت، وعند الضغط على زر ستملأ "ساركو" بغاز النيتروجين مما يؤدي إلى فقدان الشخص للوعي بعد دقيقة واحدة ويموت بعد خمس دقائق، وسيتم الكشف عنه في معرض "جنازة أمستردام" السبت، إذ يمكن للحاضرين الحصول على لمحة عمّا سيكون عليه الأمر باستخدام سماعة الواقع الافتراضي، ومع ذلك، قوبل الاختراع بالفعل بغضب حيث وصُف الجهاز بأنه "بشع" ومحاولة "انتحار ممتازة".
ويعدّ "ساركو" آلة ثلاثية الأبعاد قابلة للطباعة تقتل الناس بنقص في الأوكسجين عندما تكون مستويات الأوكسجين نادرة، والشخص الذي يريد استخدام الجهاز للانتحار يجب عليه القيام باختبار عبر الإنترنت لإظهار أنه عاقل ويريد أن يموت بإرادته، ثم يتلقى رمزا من أربعة أرقام صالح لمدة 24 ساعة، وبعد إدخال الرمز في الجهاز، يمكن الضغط على زر خاص لبدء العملية.
وقال متحدث باسم الاختراع إن الزوار يمكن أن يخضعوا للتجربة بأكملها باستخدام نظارات الواقع الافتراضي لمعرفة ما إذا كانت هذه نهاية مفضلة لهم، ومن خلال النظارات الافتراضية، يمكن للزوار اختيار منظر لجبال الألب أو البحر في آخر لحظة، ثم يضغطون على زر الانتحار، وبعدها يتحول مشهد نظارات الواقع الافتراضي إلى اللون الأسود ببطء.
وطور الدكتور نيتشكة مع المهندس ألكسندر بانيك في هولندا، الجهاز وذلك بهدف جعله متاحا في جميع أنحاء العالم، ويقول الدكتور إنه قد يكون تجربة "مبتهجة"، مضيفا "ماذا لو تجرأنا على تصور أن يومنا الأخير على هذا الكوكب قد يكون أيضا أحد أكثر أعمالنا إثارة؟".
ويشرح الدكتور نيتشكة أنه "يمكن نقل آخر مشهد يراه المستخدم أينما يختار"، على سبيل المثال على المحيط الهادئ، مضيفا "دائما أقول أنت ستموت مرة واحدة فقط، فلماذا لا يكون الأفضل؟".
ولكن تقديم جهاز الموت قوبل بالنقد الشديد من السياسيين والأخصائيين الاجتماعيين، وقال متحدث باسم الخط الساخن الهولندي لمنع الانتحار 113 "كل هذا يبدو غير مرغوب فيه تماما بالنسبة إلينا".
وقال النائب كييس آن دير ستاياغ، من الحزب السياسي المحافظ "إنه أمر بشع، كلنا معا نحاول أن نفعل كل شيء لمنع الانتحار ومن ثم تعثر على آلة انتحار في معرض الجنازة، الانتحار ليس عرضا ترويجيا والمساعدة الانتحار جريمة جنائية في هولندا".
وتقول عضوة البرلمان عن الحزب المسيحي، كلارا ديك فابر "أجد أنه من الغريب والمقلق أن تروج الشركات للآلات التي تؤدي إلى الموت في معرض".
من جهته، قال الدكتور بيتر سوندرز، مدير الحملة في "كير لا كيلينغ ألاينس": "الترويج الوحشي للانتحار كإجابة لمشاكل الحياة يضع حياة الأشخاص المساكين والاكتئاب والمعوقين في خطر كبير، إنه يعزز الانتحار وسينجذب له بما في ذلك مرضى الاكتئاب، وكبار السن، والمراهق المضطرب"، مضيفا "أن هذا ينطوي على خطر إضافي يتمثل في الترويح بالانتحار والترويج لانتحار العدوى وخرق الدلائل الإرشادية الوطنية والدولية بشأن الوقاية من الانتحار".
وقال الدكتور نيتشكة إنه يمكن استخدام الجهاز في حالات القتل الرحيم، وشارك الطبيب لأول مرة في عملية القتل الرحيم في عام 1995 عندما أقرت أستراليا قانونا يسمح للطبيب بإنهاء حياة مريض مصاب بمرض بناء على طلب المريض.
في المقابل، أثار مشروع نيتسشك غضبا عارما لدى الجماعات المؤيدة للحياة والتي تدّعي بأن آلته يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع كبير في حالات الانتحار.