برلين ـ جورج كرم
شهدت مدينة بوتسدام "غرب برلين" يوم الجمعة الماضي، إطلاق أول ترام مستقل بذاته في العالم، حيث طوره فريق مكون من 50 من علماء الكمبيوتر، والمهندسين، وعلماء الرياضيات، والفيزيائيين في شركة الهندسة الألمانية سيمنز.
وزود الترام برادار متعدد، ولادار "ضوء من الليزر"، وأجهزة استشعار للكاميرا، تشكل أعينًا رقمية تصور الترام ومحيطه أثناء كل رحلة، ويتفاعل الترام مع إشارات المسار، ويمكنه الاستجابة للمخاطر بشكل أسرع من الإنسان.
وقال صناع الترام "إنَّ الأمر قد يكون قابلًا للتطبيق من الناحية التجارية لكنهم يتوقعون أن يساهموا في مجال أوسع في التكنولوجيا بدون سائق، ووصفوه بأنه معلم مهم على طريق القيادة الذاتية".
وأثناء السفر من محطة الترام التابعة لشركة ViP للنقل في بوتسدام، كانت عربات الترام النموذجية من طراز كومبينو تشق طريقها من خلال مستوطنة سكنية شاهقة في منطقة ستيرن الجنوبية الشرقية يوم الجمعة، تتنافس مع الدراجات، وعربات الأطفال والسيارات التي تعبر في بعض الأحيان بعشوائية عبر مساره خلال طريق بطول 3.7 ميل "6 كم".
وفي منتصف الطريق في يوم عاصف، تم تنظيم حالة طوارئ، حيث قام موظف بشركة "سيمنز" بدفع عربة أطفال على أحد الممرات العديدة غير المشكّلة التي تمر عبر مسار الترام، بعد أن انتبهت لها المستشعرات، استجابت المركبة بالفرملة فجأة.
واستأنف الموظف بهدوء نظام القيادة الأوتوماتيكي بعد أن قامت المرأة بسحب عربة الأطفال بأمان إلى الرصيف.
ولاحظ غورديان ستارك وهو زائر لـمعرض "InnoTrans" 2018، معرض النقل الدولي الذي يقام في برلين، الترام الذي كان يعمل من الخطوط الجانبية، واعترف بأنه كان متشككًا في البداية "الحقيقة يجب أن تُقال، إنه يبدو ترامًا طبيعيًا منخفضًا، ولكن عن قرب ترى جميع التقنيات السرية مثل المستشعرات، وتراه يتعامل مع حركة المرور في الوقت الفعلي، وتعتقد أن هذا هو المستقبل، يشبه ما كان يجب أن يشهده الانتقال من عربات الترام التي تجرها الخيول إلى عربات الترام التي تعمل بالبخار إلى الكهرباء".
كما هو الحال في العديد من المدن في ألمانيا الشرقية الشيوعية السابقة، شكلت الترامات العمود الفقري لنظام النقل العام في بوتسدام دون انقطاع منذ ظهورها كمركبات تجرها الخيول في عام 1880, تم الترويج لها في ظل الشيوعية كأسلوب نقل عام فعال، ومنذ ذلك الحين توسعت لتغطية مسار طوله 18 ميلاً.
ومع توسع المدينة التي يبلغ عدد سكانها حاليًا 172.000 نسمة السريع، يُنظر إليه على أنَّه جزء أساسي من بنيتها التحتية تفخر شركة ViP بأن لديها طراز جديد يعمل على الطاقة المتجددة "طاقة الرياح والطاقة الشمسية" وأنه قادر على حمل ما يصل إلى 250 راكبًا كأكثر أشكال النقل العام الصديقة للبيئة.
وذكرت شركة ViP أنه في حالة إدخال ترام يعمل بالذكاء الاصطناعي بشكل صحيح، سيتم نشر السائقين ببساطة في مكان آخر في النظام، مثل حراسة الركاب على المنصة أو مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة أو عربات الأطفال، وتعهدوا أن ترام التكنولوجيا الفائقة لن يؤدي إلى خفض الوظائف.
وقال أوليفر جلاسر مدير شركة ViP، التي تضم 420 موظفًا وتقل ما يبلغ 33 مليون مسافر سنويًا "إنَّ أولويتنا الرئيسية هي السلامة، وثانيًا، نعتقد أنه سيُحسن الكفاءة".