الكبسولة الفضائية "أوريون"

كشفت وكالة "ناسا" عن صورة جديدة مذهلة لأحدث اختبار لكبسولة "أوريون" التي يمكن أن تأخذ الإنسان يوما ما في رحلة إلى سطح كوكب المريخ، ومن المقرر أن تنطلق الكبسولة العام المقبل في مهمة غير مأهولة حول القمر، وستكون في النهاية تابعة إلى "ناسا" لتقوم بالمهام كافة، إذ ستنقل رواد فضاء إلى محطة الفضاء الدولية وكذلك لاستخدامها في الرحلات الفضائية العميقة إلى المريخ.

وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن الاختبارات الأخيرة شهدت عمل "ناسا" مع البحرية الأميركية للتحقيق من صحة الإجراءات وسلامة الأجهزة التي ستستخدم لاستعادة الكبسولة "أوريون"، بعد إطلاقها في رحلات استكشاف الفضاء العميق، واستخدمت الاختبارات سفينة "USM John P. Murtha" كونها النسخة التجريبية من "أوريون".

وقالت "ناسا": "اختبار استرجاع الكبسولة (Test-7) واحد من سلسلة اختبارات يقوم بها الفريق لاستعادة نظام الاستكشاف الأرضي، بالتعاون مع البحرية الأميركية، بهدف التحقيق من صحة الإجراءات وسلامة الأجهزة التي سيتم استخدامها لاستعادة الكبسولة الفضائية "أوريون"، بعد إطلاقها إلى بعثات استكشاف للفضاء العميق".
وعمل مهندسو "ناسا" جنبا إلى جنب مع البحارة من فريق "جون بي. مورثا"، وفريق القوارب الخاص 12، وغواص البحرية من وحدة الإنقاذ المتنقلة للغطس، والوحدة المتنقلة 3 للتخلص من المتفجرات، لاختبار عمليات استرجاع "أوريون".

وأجريت الاختبارات طوال النهار والليل في ولايات ساحلية مختلفة، وتم تكليف "جون بي. مورثا" بمساعدة "ناسا" في اختبارها السابع لاستعادة المركبات الفضائية.
وقال النقيب توني روش، قائد السفينة "يو إس إس جون م. مورثا": "نفذ فريقنا كل مهمة أعطيت له بسلاسة، وأسهمت خبراتهم في عودة المركبات البحرية بجانب إخلاصهم في العمل في نجاح مهمتنا بشكل عام".

وسبق أن تدرب رواد الفضاء التابعون إلى "ناسا" على رحلة لمهمة ممكنة إلى كوكب المريخ، في  مناورات مائية في كبسولة فضاء من طراز "أوريون" في خليج المكسيك، كما تدرب العديد من رواد الفضاء في المياه المفتوحة على بعد 4 أميال من غالفستون في ولاية تكساس، وخلال اختبار خروج الطاقم، قيّم فريق مشتركمن برامج تطوير وتشغيل أنظمة أوريون، بالإضافة إلى مساعدة من خفر السواحل الأميركي، والقوات البحرية والقوات الجوية، كيفية خروج الطاقم من الكبسولة بأنفسهم ومن خلال المساعدة.

وارتدى رواد الفضاء زي تدريب باللون برتقالي أثناء تدريبهم على هبوط محتمل للمياه والقفز في الماء، واستخدام أجهزة التعويم، ونشر طوف نجاة.
وتمركزت قوات خفر السواحل والعاملون الآخرون في "ناسا" وموظفو السلامة العسكرية في مكان قريب.

وقال توم ووكر، قائد فريق الإنقاذ والانتعاش في "أوريون": "سيتحتم على رواد الفضاء العائدين إلى الأرض من الكبسولة أوريون قضاء عدة أيام في الفضاء، ونريد التأكد من أن الجزء الأخير من رحلتهم سيسير بطريقة سلسة، بغض النظر عن الظروف التي سيتعرضون لها".

وتطور "ناسا" طرقا عديدة لإخراج الطاقم من المركبة الفضائية في محاكاة لليوم الذي سيعودون فيه إلى الأرض، وتم تصميم "أوريون" للحفاظ على الطاقم الذي سيهبط في المياه، وستكون القوارب الصغيرة في انتظاره بصحبة عدد من أفراد البحرية، بعد هبوطهم بوقت قصير، ويجب أيضا أن يكون أعضاء الطاقم مستعدين للخروج من المركبة الفضائية إذا كانت الظروف غير ملائمة، وإذا هبطت الكبسولة في مكان غير مكانها المخصص، ولم يكن فريق الإنقاذ موجودا يجب على رواد الفضاء أن يكونوا مستعدين للخروح من المركبة الفضائية بأنفسهم، كما تقوم "ناسا" أيضا بتقييم مدى قدرة أعضاء الطاقم على الخروج من المركبة الفضائية في غضون 3 دقائق من تلقاء أنفسهم، دون مساعدة من موظفي الإنقاذ.
ويتوقّع المهندسون إجراء اختبارات مستقبلية إضافية للطاقم في المياه المفتوحة.