تطور خبرًا خالِ من الفتات لرواد الفضاء

أطلقت وكالة "ناسا" الأميركية، قبل أكثر من 50 عامًا، أول رحلة فضائية لشخصين ضمن مهمة الجوزاء 3، حيث كانا يتناولان ساندوتشات اللحم البقري، وكانت تتناثر كسرات الخبز في كل مكان، ما شكل خطرًا كبيرًا على المعدات ورواد الفضاء، ودفع "ناسا" إلى حظر إرسال الخبز إلى الفضاء، ولكن تأمل شركة ألمانية في تغيير هذا المنع عن طريق إنتاج خبز خالي من الفتات وإرساله إلى الفضاء.

ووفقًا لما ذكرته صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، فقد تم بالفعل زراعة الأغذية الطازجة مثل الخس والخضراوات في الفضاء، ولكن لا يزال الخبز محظورًا، حيث يتم استبداله بلفائف دقيق التورتيلا على متن محطة الفضاء الدولية، وتهدف الشركة الألمانية التي تسمى "Bake in space"، إلى إنتاج خبز خالِ من الفتات طازج لإرسالة إلى رواد الفضاء في محاولة لتحسين طريقة معيشتهم في البعثات طويلة الأمد، مثل قاعدة القمر أو المريخ.

ونقلت "الديلي ميل" عن مؤسس الشركة، سيباستيان ماركو، قوله "إنه مع اقتراب السياحة الفضائية، وسعي الناس إلى قضاء المزيد من الوقت في الفضاء، نحتاج إلى إنتاج الخبز الطازج"، ووفقًا لموقع الشركة، سيتم صناعة الخبز الخالي من الفتات كشكل نموذجي للخبز الألماني في عطلة نهاية الأسبوع".

وتعمل الشركة مع مركز الفضاء الألماني والباحثين من المنظمات الأخرى للتوصل إلى خليط العجين وطريقة الخبز التي تجعل الخبز خالي من الفتات، ووفقًا للباحثين، فإن الجزء الأصعب من العملية هو تطوير العجين بالملمس الصحيح، بالإضافة إلى الاهتمام الجاد بتصميم الفرن لطهي العجين الذي يعد من الأمور الهامة أيضًا.

وتقوم شركة أخرى في ألمانيا تدعى "OHB System AG"، على تطوير الفرن الحراري الموجود في محطة الفضاء الدولية، ونظرًا لأن الكهرباء على المحطة الفضائية محدودة، فإن الفرن يحتاج إلى العمل على 250 وات من الطاقة، وهو عشر الطاقة المستخدمة من قبل الفرن القياسي، بالإضافة إلى ذلك، لا يمكن أن يتجاوز السطح الخارجي للفرن، 45 درجة مئوية، لذا فيكون الحل هو صناعة فرن صغير الحجم يحفظ الحرارة بشكل جيد، وهذا النظام سيكون قادرًا على صناعة الخبز في درجات حرارة منخفضة، وجعله أكثر رقة، حيث تنخفض نقطة الغليان من الماء مع انخفاض الضغط.

ومن المقرر أن تقوم شركة "Bake in space"، التي قدمت مشروعها في مؤتمر الفضاء البريطاني، الأسبوع الماضي، باختبار تكنولوجيا الخبز الخالي من الفتات خلال بعثة وكالة الفضاء الأوروبية إلى محطة الفضاء الدولية في أبريل/نيسان 2018.

ووفقًا للصحيفة البريطانية، تسعى الشركة للسيطرة على عملية صناعة الخبز من الأرض، لكى لا يشعر رواد الفضاء بالقلق بشأن هذا الموضوع، بالإضافة إلى اختبار العجينة الجاهزة على الأرض، لمشاهدة كيف ستؤثر الجاذبية الصغرى على هذه العجينة.

وأكد جينيفر ليفاسور من المتحف الوطني للطيران والفضاء، إن رائحة الخبز الطازج تحفز نشاط رواد الفضاء الجسماني والنفسي، حيث تخطط الشركة إذا نجحت في المشروع إلى جلب بعض العجين إلى الأرض، وقد يبيعوا هذا الخبز في المخابز.