واشنطن - رولا عيسى
طورت شركة "إنتل" الأميركية، تقنية جديدة لذاكرة الكمبيوتر قد تُحدث ثورة في عالم التكنولوجيا، تجمع بين وظيفتين لنوعين من الذاكرة لإنشاء قاعدة بيانات، وتعمل أسرع من معظم الأقراص الصلبة بنحو ألف مرة، ووفقًا لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أطلقت الشركة على التقنية الجديدة اسم "3D XPoint"، ولم تكشف أي تفاصيل عنها أو عن كيفية أدائها والمواد التي صُنعت منها، لكنها طرحتها الأسبوع الجاري، وصرحت بأنها صممتها لدى شركة "ميكرون".
وعادةً ما تقوم أجهزة الكمبيوتر بتخزين البيانات من خلال طريقتين، الأولى هي الأقراص الصلبة التي يمكنها تخزين بيانات كثيرة لفترة طويلة من الوقت، حتى عندما يتم إيقاف تشغيل الكمبيوتر ثم يعاد تشغيله مرة أخرى، أما الطريقة الثانية، فهي عن طريق نظام ذاكرة منفصل يدعى "ذاكرة الوصول العشوائي الديناميكية "، وتسمى اختصارًا بـ"DRAM"، وهي نوع من ذاكرة قابلة للزوال وتخزن البيانات على المدى القصير، وتعمل بشكل أسرع من الأقراص الصلبة لكنها أكثر تكلفة، وتخزن بيانات أقل من الأقراص الصلبة.
وتقول الشركة، إن التقنية الجديدة سوف تحل محل الأقراص الصلبة وذاكرة الوصول العشوائي، فهي تعمل أكثر منهما بنحو ألف مرة وتستطيع تخزين بيانات أكثر من ذاكرة الوصول العشوائي بعشر مرات، وأوضح الرئيس التنفيذي للشركة، بريان كرزانيتش، أن التقنية الجديدة تتميز بأنها متعددة الاستخدامات؛ إذ لم تعد هناك حاجة لاستخدام مكونات مختلفة في الأجهزة الرقمية، مشيرًا إلى أنها ستحدث نقلة نوعية في عالم التكنولوجيا والحواسيب الشخصية، حيث ستمكن المهندسين من إعادة التفكير بشأن كيفية بناء النظام.
إلا أن مراكز البيانات العملاقة الملوكة لأكبر شركات الإنترنت في العالم، مثل "فيسبوك" و"غوغل" و"أمازون"، سوف تستفاد بشكل كبير من تلك التقنية، بيد أنها الآن في حاجة ماسة لطرق أسرع وأرخص لتخزين بيانات شتى في الوقت الذي تشهد قاعدة المستخدمين لديهم زيادة مضطردة، وأكد كرزانيتش أن الشركة تتعاون حاليًا مع جميع كبار مزودي الخدمات السحابية، للمساعدة في إعادة برمجة أنظمة التشغيل وغيرها من البرمجيات، وذلك بهدف استيعاب التقنية الجديدة، مشيرًا إلى أن "إنتل" لا تسعى لبيع التقنية الجديدة في سبيل الحفاظ على "سرها الداخلي".