واشنطن ـ يوسف مكي
أطلقت شركة "كلاودفلير" الأميركية لأمن الإنترنت في سان فرانسيسكو، خدمة مجانية تُساعدك على إخفاء سجل استخدامك عبر الإنترنت، مع الاحتفاظ بهذه المعلومات مخفية عن مزوّد الخدمة (ISP) الخاص بك، وفي هذا الإطار أعلنت عن إطلاق أداة تدعى 1.1.1.1، تقول إنها لا تمنع فقط شركات الإنترنت من جمع معلومات عن المواقع التي تزورها لكنها أيضا تسرع من اتصالك بالإنترنت، وهي تعمل باستخدام نظام أسماء النطاقات، أو DNS، وهو دليل الإنترنت المستخدم لتوجيه حركة المرور بين خوادم استضافة البيانات والمستخدمين الذين يحاولون الوصول إليها، من خلال تأصيل طلبات DNS الخاصة بك من خلال شبكة خاصة، يمكن أن تساعد الشركة التي تقف خلف الخدمة على إخفاء الصفحات التي تزورها، جنبا إلى جنب مع معيار التشفير الجديد المقترح لبرنامج تصفح الإنترنت في المستقبل، قد تكون هذه البيانات قريبا مخفية تماما.
وتهدف الخدمة أيضًا إلى تسريع الاتصال عن طريق إعداد أجهزة كمبيوتر في جميع أنحاء العالم لجعل عملية DNS أسرع، فمع أداة 1.1.1.1 يمكن لمستخدمي الإنترنت جعل كلاودفلير تتولى حل طلبات نظام أسماء النطاق (DNS)، العملية الحيوية لمطابقة عناوين الإنترنت (URL) مثل "facebook.com"، مع العنوان الحقيقي لموقع الويب على الإنترنت المعروف باسم عنوان بروتوكول الإنترنت (IP address)، بالنسبة إلى "فيسبوك" مثلا فإن عنوان بروتوكول الإنترنت هو 157.240.18.35، وعندما تنقر على رابط أو ترسل بريدًا إلكترونيًا أو تفتح تطبيقًا للجوّال فإن أول ما يجب أن يحدث هو أن الجهاز يبحث عن عنوان ذلك النطاق.
وعادةً ما يتحكم مقدمو خدمات الإنترنت ومشغلو شبكات الجوّال ومزوّدو نقطة اتصال WiFi في هذه العملية، مما يعني أنهم يمكنهم رؤية وتخزين البيانات على الصفحات التي نقرت عليها.
من خلال إعادة توجيه طلبات DNS إلى محلل 1.1.1.1 فإنه يجعل الأمر أكثر صعوبة على الشركات لجمع هذه البيانات.
وتقول الشركة إنها لن تسجل أبدا هذه المعلومات بنفسها، حيث تعمل مع شركة KMPG للتدقيق لضمان الوفاء بهذا الوعد.
وفي حديثه عن الأداة، قال الرئيس التنفيذي للشركة ماثيو برنس: "مع القلق المتزايد بشأن البيانات التي تجمعها شركات مثل Facebook وGoogle، فيسعدنا الآن إضافة مزودي خدمات الإنترنت إمكانية السرية التامة لمعلوماتهم." مضيفا: "نحن لا نرى البيانات الشخصية كأصل؛ نحن نراه كأصل مبهم، في حين أننا نحتاج إلى بعض عمليات التسجيل لمنع إساءة الاستخدام وقضايا التصحيح، لم نكن نتخيل أي موقف حيث نحتاج إلى هذه المعلومات لأكثر من 24 ساعة".
ويستخدم نظام جديد يسمى DNS عبر HTTPS التشفير خلف مواقع الويب الآمنة، المشار إليه بواسطة القفل الأخضر في شريط عنوان المتصفح، لتعزيز خصوصية وأمان عملية DNS، ويحتاج منشئو متصفحات الويب وأنظمة التشغيل والأجهزة إلى دعم النظام الجديد.