واشنطن ـ يوسف مكي
أكد مخترع شبكة الإنترنت أن شركات التكنولوجيا العملاقة مثل "فيسبوك" و"غوغل" أصبحت مهيمنة إلى درجة تجعلها قد تكون عرضة للتفكيك، وقال تيم بيرنرز لي، عالم الكمبيوتر المولود في لندن، والذي اخترع شبكة الإنترنت في عام 1989، إنه يشعر بخيبة أمل إزاء الوضع الحالي للإنترنت بعد الفضائح المتعلقة بسوء استخدام البيانات الشخصية واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الكراهية، وقال إن شركات التكنولوجيا قد تصبح عرضة للتفكيك ما لم يقلل منافسوها أو تغير الاهتمامات من نفوذهم.
وأضاف تيم بيرنرز لي: "أنتجت الثورة الرقمية حفنة من شركات التكنولوجيا التي يقع مقرها في الولايات المتحدة منذ تسعينات القرن الماضي والتي تمتلك الآن قوة مالية وثقافية أكبر من معظم الدول ذات السيادة"، وقال بيرنرز لي (63 عاما) في مقابلة "ما يحدث هو أن ينتهي بك الأمر إلى شركة واحدة تسيطر على المجال، ولذلك عبر التاريخ لا يوجد بديل للتدخل والتفكيك"، وأضاف: "هناك خطر التركيز"، لكنه حث على الحذر أيضا، قائلا إن سرعة الابتكار في كل من التكنولوجيا والأذواق يمكن في نهاية المطاف أن يؤدي لخفض حجم بعض أكبر شركات التكنولوجيا، وقال: "قبل الاتجاه لتفكيكهم، يجب أن نرى ما إذا كان لشركة جديدة أن تعطلهم، أو أن يحدث تحول في السوق من خلال اتجاه الاهتمامات إلى مكان آخر".
وتبلغ القيمة السوقية لشركة "آبل" ومايكروسوفت وأمازون وغوغل وفيسبوك مجتمعة 3.7 تريليونات دولار، وهو ما يعادل إجمالي الناتج المحلي لألمانيا العام الماضي.
كان بيرنرز لي أتى بفكرة ما أطلق عليه في البداية اسم "مش" أثناء عمله في مركز أبحاث الفيزياء في أوروبا، واصفا إياه بأنه "الشبكة العالمية" في عام 1990، وعندما سئل عن من لديه أكبر تأثير فكري عليه، قال: "أمي وأبي"، وقال "كانوا يصنعون حواسيب لذا نشأت في عالم كان فيه كل شيء متعلق بالرياضيات، وحيث كانت الإثارة المربطة بالقدرة على البرمجة شيء جديد للغاية"، وقال إنه لم تكن هناك لحظات إلهام، بدلا من ذلك، كان هناك عمل شاق، بما في ذلك تجربة العمل في علوم الكمبيوتر ومحاولة التغلب على الإحباط من محاولة تبادل المعلومات مع الزملاء والطلاب.
وعبر بيرنرز لي، الأستاذ في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة أكسفورد، عن استيائه من الطريقة التي حصلت بها شركة كامبردج أناليتيكا على بيانات شخصية لمستخدمين فيسبوك بلغ عددهم 87 مليون مستخدم، وقال إن تلك الفضيحة كانت نقطة تحول بالنسبة للكثيرين، وقال "أشعر بخيبة أمل من الوضع الحالي للإنترنت.. لقد فقدنا الإحساس بالتمكين الفردي وإلى حد ما أيضا أعتقد أن الشعور بالتفاؤل قد تدهور".
اعتذر الرئيس التنفيذي لشركة "فيسبوك"، مارك زاكربرغ، بعد فضيحة كامبريدج أناليتيكا وتعهد ببذل المزيد لحماية بيانات المستخدمين، لكن بيرنرز لي قال إن وسائل الإعلام الاجتماعية ما زالت تستخدم لنشر الكراهية، "إذا وضعت قطرة من الحب في تويتر، يبدو أنها تتحلل، لكن إذا وضعت نقطة من الكراهية تشعر أنها تنتشر بقوة أكبر بكثير، وأنت تتساءل: "حسناً، هل هذا بسبب الطريقة التي تم بها تصميم موقع تويتر؟".