واشنطن - رولا عيسى
تستعد شبكة التواصل الاجتماعي الجيدة "فور سكوير"، لتقديم مقترحاتها وتوصياتها بشكل تلقائي من دون طلب التسجيل.
وقد تم تصميم الشبكة من أجل إقناع المستخدمين على "التحقق" من المكان
الذين يقومون بزيارته ومشاركة النصائح المتعلقة بالمكان مع الآخرين، وكانت الشبكة تخطط إلى إعلان أول اختبار للعامة للإصدار الجديد من خدمتها، التي من شأنها الكشف تلقائيًا عن المطاعم أو الحي الذي يسكن به المستخدم، وتقديم المقترحات بناءً على ذلك.
وسيتم تقديم التطبيق الجديد، الذي لم يتم تحديد الاسم الرسمي له، إلى قرابة ألفين من مستخدمي "الأندرويد" خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وسيتم عرضه علي نطاق واسع أواخر العام الجاري.
وقال المؤسس المشارك والمدير التنفيذي لـ"فور سكوير" دينيز كراولي، "ما قمنا بإطلاقه هنا هو هذه النسخة الأكثر ذكاءً من الشبكة، التي يمكن تشعر بالمكان الذي تتواجد فيه، لتقدم لك أفضل المقترحات، وإن هذا الاصدار كما لو أنك تحصل على جميع المقترحات من جميع الأصدقاء، ولكن بصوت واحد يهمس لك ليقدم معظم المعلومات المتعلقة بالمكان من دون أن يكون مطلوب منك أن تمشي لاكتشافه، ومثال على ذلك ، حينما زرت مقهي (Mo’z Cafe) في سان فرانسيسكو، صباح الأربعاء، فإن التطبيق الجديد أخبرني أن الناس هنا يتحدثون عن إفطار البوريتوس، ونوع معين من القهوة المثلجة، ولم يكن بحاجة إلى فتح التطبيق، للبحث عن المقهى والتسجيل من أجل أن يحدد خدمة المكان الذي كان فيه، ولقد قمنا بإزالة الخلاف بشكل أساسي من (فور سكوير)، فابتكرنا تطبيق سحري يعيش في جيبك".
وعن حقيقة التوصيات التلقائية مخيفة، أوضح كراولي، أن "النسخة الجديدة ستقدم فقط زوجين من الاقتراحات غير المرغوب فيها كل أسبوع، ويكون للمستخدم خيار زيادة المعدل في حال كانت هذه الفكرة جيدة ومريحة بالنسبة لهم، وأن التكنولوجيا الجديدة لا تزال بحاجة إلى تحسين اضافي، وهذا أسسنا الشركة من أجله، كل شيء تم إعداده لهذه اللحظة"، مضيفًا أن "الإصدار السابق منه تم اقتراحه بشكل غير صحيح، لدرجة أن (فور سكوير) كان يقضي على خاصية التسجيل، وتقوم الخدمة بتغييرات لتوصيل المعلومات بطريقة تلقائية، من دون طلب التسجيل، ولكن سيظل التسجيل جزءًا رئيسًا من الخدمة".
ولم تقدم "فور سكوير" تطبيقًا جديدًا للصحافيين لتجربته، لذلك فمن الصعب القول إذا كان التطبيق حقًا سحريًا، وقامت الشبكة بتجربة شيء مشابه في العام 2011، مع خاصية أطلقت عليها "رادار"، إلا أنه فشل جزئيًا، نظرًا إلى أن تتبع الموقع المستمر يخفض من عمر بطارية الهاتف، ولكن مع التطبيق الجديد تستنفز أقل من 1% من البطارية كل ساعة.
وفي ما يتعلق بـ"فور سكوير"، فإن حيوية وتطور الخدمة يمكن أن يؤدي بشكل كبير إلى اهتمام كبير بين المستخدمين والمعلنين، وتقول خدمة الشبكة إن لديها قرابة 35 مليون مستخدم، و6 مليون تسجيل في اليوم الواحد، وإنها تضيف قرابة 1.5 مليون مستخدم جديد شهريًا، حيث أنها تتوسع في الأسواق الخارجية مثل روسيا والبرازيل وتركيا، وكانت توسع بشكل بطيء مجهودها لبيع الإعلانات للوصول إلى هؤلاء المستخدمين، بما في ذلك الإعلان عن الخدمة الذاتية الجديدة للتجار المحليين.
ويتصور السيد كراولي، أنه في نهاية المطاف سيستخدم 100 مليون شخص أو أكثر "فور سكوير"، لمساعدة أنفسهم على إيجاد الأفضل، ومعرفة المعلومات المرتبطة بالموقع الذي يتواجدون فيه.
ويرى خبراء التكنولوجيا، أنه إذا كان التطبيق الجديد قوي كما يقول السيد كراولي، فإنه سيكون بمثابة إنجاز تقني ضخم، فالهاتف سيعلم دائمًا المكان الذي تتواجد فيه، ويقدم إليك بشكل تلقائي في الوقت المناسب المعلومات المرتبطة به، من دون إحداث إزعاج في عالم الهواتف النقالة، غوغل على سبيل المثال، تحاول التنبؤ بما ستبحث عنه، وذلك من خلال تقنية "غوغل نيو" لهواتف "الأندرويد"، ولكن حتى الآن هذه التكنولوجيا غير متقدمة لدرجة يمكن الاستفادة منها، حيث تعتمد على التخمين من خلال الاستدلال بالصفحات التي تبحث أو بحثت عنها أخيرًا باستخدام البريد الإلكتروني لغوغل ومدخلات التقويم، لكن "فور سكوير" تتبع نهجًا مختلفًا، فهي تنقّب عن تاريخ تسجيلك الشخصي، والمقترحات أو التوصيات التي قدمها إليها أصدقاؤك، والبيانات المتراكمة من 6 مليون تسجيل، قام به المستخدمون منذ تأسيسها في العام 2009، حيث تقول الشبكة "إن التوصيات شخصية للغاية".