لندن ـ كارين إليان
التقط هاتف "آي فون 5" وعندها ستكون ممسكًا بيدك 727,040 بكسل، هذا ما أنتجته عقول مجموعة من الشباب ذوي رؤى وخيال، يعملون داخل أستوديوهات تعاونية كبيرة، وربما ليس من المستغرب أن أعمارهم جميعًا تقل عن 40 عامًا
.
بشكل فردي، ليس لهم رائحة، ولا ملمس، كذلك لا معنى لهم . إنهم لا يصدرون أي صوت ، فالهمسات الخافتة للتلفاز القديم قد اختفت. فقط في مجموعها تصبح هذه البكسلات شيئًا - معلومات أو صور وعمل فني- في عالم تلتهمه الشاشات. ولكن كيف يمكن للفنان أو المصمم تقديم شيء أكثر إثارة للاهتمام في هذا الواقع الرقمي اليومي؟ كيف يمكن خلق شيء تكنولوجي يتجاوز التكنولوجيا؟ في جوهر الامر، كيف تجعل الناس تنظر من خلال أجهزتهم الخاصة؟
وتلاعب الفنانون المشاركون هنا بالضوء والصوت – وحتى بالماء – حتى يمنحونا الشعور بعجائب التكنولوجيا. لقد نشروا المعدات الالكترونية التقليدية ، والمصابيح وأجهزة الاستشعار الحرارية بالطريقة ذاتها التي استخدم فيها رسامو عصر النهضة فن الرسم المنظوري كأدوات ليعكسوا لنا ، بشكل أفضل، ما يدور في العالم من حولهم. عملهم ليس دائما تفاعليا ، ولكنه ليس ساكناً او جامدا على الاطلاق. والنتائج التي يصلون إليها غالبا ما تتحدى التصنيف، إن لم يكن المنطق: رواسب كلسية مبنية من الضوء، آلات موسيقية متدلية من جسر، مبنى هو في الواقع شلال مياه. هم في الغالب يعملون داخل استوديوهات تعاونية كبيرة ، وربما ليس من المستغرب أن أعمارهم جميعًا تقل عن 40 عامًا.
ما يفصل بين هذه الأضواء المشعة ورداءة المركبة الفضائية الخيالية "ستارشيب انتيربريس Starship Enterprise"(أو النشرة على متن الطائرة) هو تركيزها على تجربتنا. هذه هي الأشياء التي أصبحت حية "على قيد الحياة" كأشياء. لقد وضعوا شبكية العين امام البكسل . لقد اهتموا وانتبهوا لتحذير بيكاسو عن "تلك العقول الميكانيكية الهائلة الجديدة": "إنها عقيمة عديمة الفائدة. يمكنها فقط إعطاؤك الأجوبة".