واشنطن ـ يوسف مكي
كشف تقرير جديد أن الطائرة المقاتلة F-35 التي تعد السلاح الأغلى في التاريخ بتكلفة 400 مليار دولار تعاني من مشكلة في نظام البرمجيات اللوجستية بها ما يمكن أن يؤثر على أسطول كامل، وتمثلت المشكلة فيما يسميه المسؤولون في وزارة الدفاع بدماغ الطائرة وما يُعرف أيضا بنظام المعلومات اللوجستية الأتوماتيكية (ALIS)، ويقول تقرير مكتب المحاسبة الحكومي أن الفشل قد يعيق الأسطول بالكامل لأنه لا يوجد نظام نسخ احتياطي حاليًا، وأفاد التقرير أن عدم اختبار برمجيات الطائرة يعني أنها ليست على استعداد لنشرها بواسطة سلاح الجو في آب/أغسطس والأسطول البحري في 2018.
ويعد عقل الطائرة F35 واحد من ثلاثة عناصر رئيسية والعنصرين الأخرين هما المحرك وهيكل الطائرة، وبيّنت سي إن إن أن برمجيات الطائرة تعمل من خلال أجهزة كمبيوتر على الأرض وليس على متن الطائرة نفسها، وهي مصممة لدعم العمليات وبعثات التخطيط لتحديد أي مشكلة صيانة في المركبة، وجاء في التقرير " ذكر مسؤولو البرنامج إذا لم يعمل نظام المعلومات اللوجستية الأتوماتيكي (ALIS) بشكل كامل فإن الطائرة F35 لن تعمل على النحو المنشود، وكشفت خطة وزارة الدفاع أن الجدول الزمني للإطلاق والمشاكل الوظيفية في المركبة في نظام (ALIS) يمكن أن تؤدي إلى 20 إلى 100 بليون دولار كتكاليف إضافية ".
وكان نظام البرمجيات في الطائرة معيب جدا ما دفع طاقم الصيانة إلى اللجوء إلى عدة بدائل، واضطر أحد مشرفي الصيانة على سبيل المثال لنقل البيانات يدويا على أقراص مدمجة وإرسال ملفات كبيرة عبر شبكة الواي فاي المدنية وفقًا لما ذكرته المصلحة الوطنية، ومن بين المشاكل التي ذكرها التقرير أن بيانات الطائرة F35 تمر من خلال وحدة تشغيل رئيسية واحدة ولا يوجد لها نسخة إحتياطية، وأفاد الجنرال كريس بوغدون لسي إن إن " لا زالت الطائرة F35 قيد التطوير وهذا هو الوقت المتوقع فيه ظهور بعض التحديات التقنية، ونحن نعتقد أن الحكومة المجتمعة وفريق الصناعة سيقوم بحل المشاكل الراهنة والاكتشافات المستقبلية".
وأصر متعهد وزارة الدفاع للطائرة لوكهيد مارتن على أن تطوير نظام البرمجيات اللوجستية سيتم في الموعد المحدد، وأضافت المتحدثة باسم مارتن شارون بارسلي " مع استمرار تطوير نظام البرمجيات اللوجستية ينصب تركيزنا على المقاتلات الحربية وجعلها أكثر كفاءة مع تقديم نظام فعّال لإدارة الأسطول للحفاظ على الطائرة F35 على مدار العقود الخمسة القادمة من العمليات، وتتماشى توصيات منظمة غاو مع الإجراءات الجارية بالفعل في التحضير لمعدلات إنتاج كاملة وتحقيق الاكتفاء على مستوى العالم".
وليست هذه المشكلة الوحيدة في برمجيات الطائرة ولكن في الشهر الماضي ظهرت مشكلة في نظام الرادار المعقد للطائرة، فهناك خلل في البرمجيات يتداخل مع نظام عمل الرادار في الطائرة المقاتلة، وبين مسؤول كبير أن هذا الخلل يشكل أكبر تهديد لتأخير خطط استخدام الطائرة بواسطة القوات الجوية الأميركية (USAF)، ووصف الجنرال جيفري هاريغين مدير مكتب متابعة F35 في البنتاغون المشكلة بكونها متعقلة باستقرار الرادار وقدرته على البقاء والتشغيل.
وأضاف الجنرال هارغين ", ما يحدث هو الحصول على إشارة تشير إلى فشل الرادار ما يجعلنا نعيد تشغيل الرادار"، وكشفت تقرير أخر للبنتاغون عن قائمة من الأخطاء تواجه الطائرة الحربية، كما وجدت مشاكل في برامج الكمبيوتر بما في ذلك الاندماج والحروب الإلكترونية واستخدام الأسلحة الذي نتج عنه تهديدات غامضة حدت من القدرة على الرد على هذه التهديدات مع الحاجة إلى مصادر خارجية لتوفير إحداثيات دقيقة لتحديد الهجوم.
وكشف الباحثون العام الماضي أن المشروع الذي تأخر كثيرًا مع ميزانيته الكبيرة أطلقت أولى طلقاته في الهواء، وأطلق الطائرة 3 رشقات نارية من وحدة السلاح الجوية بها خلال رحلة تجريبية في ولاية كاليفورنيا في 30 تشرين الأول/أكتوبر، وتضم الطائرة أجزاء ذكية تضمن عمل كل شئ وفقا لحدوده وتحذر عندما تحتاج أحد الأجزاء إلى استبدال، وبين التقرير أن نظام الصيانة المحوسبة CMMS يتحكم بشكل غير مناسب في استبدال بعض الأجزاء، كما أنه فشل في تحديد ما إذا كانت الطائرة تطير بسرعة كبيرة، ومنع تسجيل دخول المستخدمين بشكل عشوائي إلى نظام التحكم المحوسب، وتتميز الطائرة بنظام سلاح مدمج متخفي في هيكل الطائرة بحيث تبقى البندقية مخبأة وراء الأبواب المغلقة.
وأوضح مايك غلاس مدير اختبار الطيران, " كان نجاح اختبار نظام السلاح في الطائرة تتويجًا لسنوات عديدة من التخطيط والتي تصاعدت في النصف الأول من عام 2015 في اختبار مع فريق من سلاح الجو ضم لوكهيد مارتن وموظفي شركة نورثروب غرومان، وسيتم استخدام نتائج الاختبارات في الاختبارات المستقبلية لتقييم مدى الدقة وفعالية القدرات".
وتضم الطائرة بندقة 25 مللي مدمجة في الجناح الأيسر للطائرة، وتساعد الطيار على تحديد الأهداف الجوية إلى البرية والجوية إلى الجوية، وبعد الانتهاء من تطوير نظام البرمجيات عام 2017 ستصم الطائرة F35 بندقية تشغيلية، وبدأت المرحلة الأولى في اختبار السلاح في الطائرة في يونيو/ حزيزان حيث أطلقت الطلقات الأولى من الأرض في مركز اختبار قاعدة إدوارد الجوية، وسيتم اختبار نظام السلاح في الطائرة من حيث الإنتاج العام المقبل لتحقيق التكامل مع قدرات نظام البعثات الكاملة.
ويقوم فريق الاختبار بعرض فعالية نظام السلاح في البر والجو لدى الطائرة من خلال الدمج مع أجهزة الاستشعار في الجيل المقبل من الطائرات المقاتلة ما يساعد في توفير معلومات للطيار من خلال شاشة موجودة في الخوذة، وبدأت المرحلة الأولى لاختبار السلاح في الطائرة في 9 حزيزان/يونيو وتزايد كمية الذخائر التي تم إطلاقها تدريجيًا، حتى وصلت إلى 181 طلقة في 17 آب/أغسطس ، وتم تصميم الاختبار الأرضي على أن يحاكي الوضع أثناء الطيران باستخدام نسخة منتجة من نظام السلاح، وأثناء الاختبار ظهرت قدرة السلاح على الدوران صعودًا وهبوطًا بشكل صحيح.
ومن المتوقع إجراء المزيد من الاختبارات العام المقبل لدمج نظام GAU-22/A مع أجهزة الملاحة في الطائرة بشكل كامل وقدرات نظام البعثات، وتتمثل المرحلة المقبلة في ملاحظة الآثار الكيفية بما في ذلك الضوء المرئي المنبعث عند انفجار السلاح الناري فضلا عن العوامل البشرية وجودة الطيران.