لندن ـ ماريا طبراني
كشف النقاب عن أكبر طائرة في العالم لأول مرة منذ بدء تجميعها في بريطانيا، في حظيرة طائرات الحرب العالمية الأولى في بيدفوردشير، وتسمى الطائرة أيرلاند 10، ويبلغ طولها 92 مترا، تجمع بين الطائرة والمنطاد.
وبذل المصورون جهدا كبيرا لالتقاط الطول الكامل للطائرة والذي يزيد نحو 15 مترا عن أكبر طائرة ركاب، ويتوقع أن تخوض أول رحلاتها في وقت لاحق هذا العام.
وبنيت الطائرة أول طائرة من هذا النوع لأول مرة في أمريكا للتخفيضات الدفاعية العسكرية، ثم أطلقت شركة هايبرد أير البريطانية مشروع تطوير الطائرة أيرلاند 10 في أيار/مايو عام 2915، وسيجري عليها الكثير من التجارب قبل الرحلات التجريبية التي ستطير فيها 200 ساعة، التي ستبدأ في وقت لاحق هذه السنة.
وتجمع الطائرة بين رحلات الأعمال والترفيه في حظيرة في كاردنفتون ببيدفرودشير، وتحتوي على زعنفة عملاقة، وأطلق عليها أسم أيرلاند 10 رسميا الشهر الماضي وفقا للشركة التي تعنى ببناء الطائرات، وبقي القليل من اللمسات النهائية عليها.
وتقاس الزعنفة بنحو 9 .11 متر، وربطت بجسم الطائرة من خلال سلسلة من الكابيلات والمشابك، مع ذيل مكون من جناحين، ولو أن الزعنفة والذيل ألقيت على الأرض فستغطي مساحة اللعب في ملعب التنس.
وامتلأت الطائرة بنحو 1.3 مليون قدم مكعب من الهيليوم وهو ما يكفي لملء 15 حمام سباحة أولمبي، ومن المثير للإعجاب مظهر الطائرة وتصميمها الذي يدل على شكل المنطاد.
واختبرت الطائرة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي؛ وسبب اختبارها الكثير من الضجة على توتر، فالعديد انزعجوا من شكلها الذي يشبه المنطاد، فيما صورها البعض مثل مؤخرة كيم كارداشيان.
واختبرت الطائرة بنجاح مع بدن ملئ بالهيليوم، وطرحت خارج الحظيرة في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، ولكن هذا سيكون أول اختبار لها يتعلق بعمل محركاتها، ولم يعلن موعد الرحلة التجريبية لها بعد والتي ستشمل طيرانها في دائرة نصف قطرها 112 كم، وفي حال نجاها ستذهب فورا للانتاج.
ووصلت الطائرة في اختبار العام الماضي بـ4 رافعات شوكية مع كل واحدة تزن طنين من الأسمنت لوقفها من الانزلاق، وزودت الطائرة التي كلفت 80 مليون جنيه استرليني بمحركات وزعانف قبل البدء بأول رحلة لها.
وأجرى بالفعل لها رحلة تجريبية في عام 2012، ولكن إقلاعها الأول تحت الشركة البريطانية سيكون هذا العام، وهي أكبر طائرة في العالم أكبر حتى من أيرباص A380، ولكنها ليست أكبر من الطائرة زبلين التي صنعت في ألمانيا في الثلاثينات.
وتستخدم الطائرة 60% من طاقتها في عملية رفعها كونها أخف وزنا من الهواء، وتأتي الـ40% الأخرى من ديناميكية الهواء بسبب شكل الجناح، وتستطيع الطائرة تدوير محركاتها لتوفر 25% أخرى للتوجيه، وهذا يعني أنها تستطيع أن تحوم على كل الأسطح تقريبا بما في ذلك الثلج والصحراء والمياه، وسوف تكون قادرة على البقاء في الجو لمدة ساعتين متواصلتين، وتصل سرعتها الى 90 ميل/الساعة، وتستطيع أن ترتفع حتى 6100 متر عن الأرض، وتحمل 10 طن على متنها.
وأشاد البعض بالطائرة باعتبار أنها نموذج المستقبل للسفر الجوي، فهي على عكس الطائرات التقليدية لا تؤدي لانبعاث الكثير من الملوثات، وهي ليست صاخبة ولا تعكر صفو الناس على الأرض، وتستطيع أن تقلع وتهبط عموديا مثل طائرة الهليكوبتر وهذا يعني أنها لا تحتاج لمدرج طويل للعمل.
وكانت شركة هايبرد أير في الأصل واحدة من المتعاقدين مع الجيش الأميركي لتطوير السفن في برنامج بقيمة 500 مليون دولار، ولكنه ألغي في عام 2012، واشترت الشركة الحق في تطوير أيرلاند للاستخدام التجاري بما في ذلك استخدامها كطائرة ركاب تحمل 48 شخص.
وتستطيع أيرلاند أن تؤدي الخدمات التجارية مثل رسوم خفر السواحل والمراقبة العسكرية والمدنية والتصوير والبحث العملي، ويأمل المهندسون في النهاية إلى إطلاق خدمة تمكن الناس من السفر بين عشية وضحاها بين المدن الكبرى في الليل.
ويدعم هذا المشروع بعض من الشخصيات الغنية مثل المعني بروس ديكنسون الذي استثمر نحو 250 مليون جنيه إسترليني فيها وكذلك كارول فروديرمان.
وخاضت الطائرة في وقت سابق أثناء تجربتها العسكرية رحلة تجريبية في ولاية نيوجرسي، ولكن أطلقت الطائرة كمركبة مدنية في 31 تشرين الأول/أكتوبر، وأعلنت الشركة في مدونتها على الإنترنت قائلة " هناك الكثير من الملحقات الأساسية في هذا الشهر في إطار الهيكل التحضرير للرحلة الأولى المقبلة من أيرلاند، وبدأنا بوضع الوقود في الجزء الخلفي من الطائرة، ثم قمرة القيادة ومكان التخزين."
ولا تمتلك الطائرة بنية داخلية على عكس المناطيد التقليدية ولكنها تملأ بالهيليوم لتقليل الضغط الجوي، وصنعت من مواد فائقة القوة، وغلفت بمادة تدلير للحماية ولخفض الاشتعال.
وجاء في البيات " استخدمنا أحدث المواد التي تجمع بين القوة والخفة في عمل أيرلاند، بدا من النسيج وصولا إلى وحدة الوقود والقنوات الناقلة وعروض الدعم لمحرك، لننتج ضوضاء أقل وأثل قدر من التلوث، ولديها القدرة على حمل بضاعة أكثر من أي مركبة أخرى."
وتمتلك الطائرة محركات ديزل V8 بقوة 350 حصان، 2 منها في المقدمة، وهي رسميا أكبر طائرة في العالم، باستثناء طائرة هيندينبيرغ المنطاد الألماني الذي تحطم في ولاية نويغرسي في عام 1937 ومات على إثر الحادث 35 شخصا، فقط كانت أكبر من هذه أطول بثلاث مرات.