لندن ـ ماريا طبراني
يستعد المهندسون لوضع اللمسات النهائية للطائرة " إيرلاندر 10" التي يجري العمل فيها منذ ثلاثة أعوام، وتوصف الطائرة العملاقة التي يبلغ طولها 93 مترًا باعتبارها طائرة وهليكوبتر أيضا، وكانت الطائرة إيرلاندر جزءًا من مشروع الجيش الأميركي، ولكن تم إلغائها من قبل رؤساء العمل العسكري، ويجرى حاليا تحويلها لتقديم رحلات للأعمال والترفيه في كاردنغتون في بيدفوردشير.
وتمتلئ الطائرة بـ 1.3 مليون قدم مكعب من الهيليوم في اختبار لها في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ويجرى تركيب المحركات حاليا قبل قيام الطائرة برحلتها الشهر المقبل، ولم يتم تحديد موعد الرحلة التجريبية إلا أن الطائرة ستدور في دائرة نصف قطرها 70 ميلا، ونفذت الطائرة رحلة تجريبية عام 2012 ولكن الرحلة القادمة ستكون بعد إضافة أحدث المواصفات للطائرة.
وتعد الطائرة إيرلاندر أكبر طائرة في العالم فهي أكبر من طائرة ايرباص A380 لكنها تقل حجما عن الطائرة التاريخية zeppelins التي تطورت في ألمانيا في الثلاثينات، وتستطيع طائرة إيرلاندر إنتاج 60% من قوة رفعها بسبب كونها أخف وزنا من الهواء و40% بسبب اتخاذها شكل الجناح فضلا عن قدرتها على تدوير محركاتها لتوفير 25% من قوة الدفع سواء لأعلى أو لأسفل، ما يعني أن الطائرة يمكنها التحليق فوق أي سطح حتى الأرض أو الجليد أو الصحراء أو الماء، وتستطيع الطائرة البقاء في الهواء لمدة أسبوعين في المرة الواحدة بسرعة تصل إلى 90 ميل/ الساعة، ويمكنها السفر على ارتفاع 20 ألف قدم وعلى متنها حمولة تقدر بـ 10 طن.
وأشاد البعض بطائرة إيرلاندر باعتبارها تمثل مستقبل السفر الجوي على عكس الطائرات التقليدية التى ينبعث منها التلوث، كما أنها لا تحدث ضوضاء عالية لإزعاج الناس على الأرض، وتستطيع إيرلاندر أن تقلع وتبط بشكل عمودي مثل الطائرة الهليكوبتر ما يعنى أنها لا تحتاج إلى مدرج طويلة. وكانت شركة Hybrid Air Vehicles البريطانية أحد الشركات المتعاقدة لتطوير الطائرة للجيش الأميركي في إطار برنامج تكلفته 500 مليون دولار وتم إلغاؤه عام 2012، واشترت الشركة بعدها حق تطوير الطائرة للاستخدام التجاري بما في ذلك استخدامها كطائرة ركاب يمكنها حمل 48 شخصا في المرة الواحدة، وتقدم الطائرة خدمات عملية مثل خفر السواحل والمراقبة العسكرية والمدنية والتصوير والبحث العلمي.
ويأمل المهندسون في إطلاق خدمة النوم حيث تسافر الطائرة بين عشية وضحاها بين المدن الكبرى للعملاء التجاريين، ومن المشاهير الذين دعموا طائرة إيرلاندر المطرب بروس ديكنسون الذي استثمر حوالي 250 ألف أسترليني في المشروع.
وأوضحت شركة Hybrid Air Vehicles في مدونة على الأنترنت "هناك عدد من الملحقات الرئيسية يتم التحضير النهائي لها هذا الشهر من أجل أول رحلة لطائرة إيرلاندر"، وأضاف المدير الفني للشركة مايك دورهام "إن الطائرة مرضية جدا بالنسبة لي ولفريق العمل وتمثل علامة بارزة من نجاحاتنا ونحن متحمسون بشكل كبير لأول رحلة للطائرة هذا العام".
وتتميز الطائرة بقدرتها على توزيع الحمل بالتساوي، وعلى عكس المناطيد التقليدية لا يوجد لدى إيرلاندر بنية داخلية ولكنها تصبح صلبة من خلال الهليوم بداخل الذي يزيد قليلا عن الضغط الجوي، وتم تصميم مواد الطائرة بواسطة وارويك ميلز وتجميعها بواسطة شركة ILC Dover التي تصنع الملابس الفضائية لوكالة ناسا، وتستخدم الطائرة طبقة من التيدلار فى الجزء الخارجي لضمان تقليل القابلية للاشتعال، وهو مادة تستخدم أيضا في المعاطف والأغطية المعدنية.
وأفادت الشركة بأن الطائرة استخدمت أحدث المواد القوية والخفيفة في التصنيع كما أنها أقل إنتاجا للضوضاء من الطائرات التقليدية ولديها قدرة أفضل على استيعاب البضائع عن أي مركبة أخرى، وتأتى الطاقة للطائرة من خلال أربعة محركات ديزل سعة كل منها أربعة لترات، اثنين في المقدمة واثنين في الخلف، وتأتى الطائرة بطول 93 مترًا وعرض 44 متر وارتفاع 26 متر وهى بالفعل أكبر طائرة في العالم، إلا أن الطائرة الألمانية zeppelin التي تحطمت في ولاية نيوجيرسي عام 1937 كانت أطول من طائرة إيرلاندر بثلاثة أمتار.
وتتواجد قاعدة إيرلاندر في كاردنغتون والتي تعد المقر التاريخي لأعمال ورشة الطائرات الملكية والتي أنشئت عام 1919 لبناء طائرات R101 في محاولة فاشلة لتدمير هيمنة ألمانيا على هذه الصناعة.