لندن ـ كاتيا حداد
يهتم الإنسان بنظرة الشخص الذي يحادثه ليجعله يشعر بالراحة أكثر، ويُظهر علامات التعاطف، فهذه واحدة من المهارات الاجتماعية التي تأتي مع الإنسان بشكل طبيعي، مما يجعلها صعبة التقليد في الروبوتات التي تشبه الإنسان، ولكن ليس بعد اليوم، فالباحث من جامعة ويسكونسن بوت، شون أندريست، صنع ربوت واسع العينين مناسب ليتفاعل مع نظرات الإنسان.
ودرس أندريست تفاعلات عيون الإنسان أثناء الحديث لمعرفة أفضل السبل لبرمجة نظرة الربوبت لتقليد سلوك الإنسان، فقام بتصوير محادثات للناس واختبارها في المختبر بما في ذلك عدد المرات التي يشيحون فيها عيونهم عن محدثهم.
واستخدم هذه البيانات لبناء خوارزمية للربوت، ثم قام بتطبيقها واختبارها لمعرفة إذا ما كانت أدت لتحسين تفاعلات الروبوت البشرية، ويمكن أن تكون خاصية التحديق في الروبوت غير مريحة للبعض، لذلك درس واحدة من جوانب البحث هذه النقطة بالتحديد لمعرفة عند أي نقطة يكسر الإنسان العادي الاتصال المستمر بالعين مع الشخص الأخر.
ووجد أنه عندما يقوم الروبوت بنفس السلوك فإن هذا يحسن التجربة الكلية لتفاعل الإنسان مع معه، وفي عرضه لأطروحة الدكتوراه أوضح أندريست: "كانت هذه المحادثات أكثر مرونة وخصوصًا عندما بدأ الروبوت بالإشاحة بنظره، فاستمتع الناس بالحديث معه أكثر".
وأضاف أن هذه الروبوتات التعبيرية يمكن أن تساعد الناس في تعليم أفضل وللتعبير عن شخصيتهم، وخصوصًا أولئك الذين يسعون لإعادة تأهيل أنفسهم، فإذا كان الروبوت يستخدم نفس سلوك البصر البشري، هذا يعطي الناس إشارات أكثر للامتثال لطلبه مثل أخذ الدواء أو ممارسة التمارين الرياضية، ويستطيع هذا الروبوت التكيف مع شخصيات مستخدميه اعتمادا على إذا ما كانوا منطويين أو منفتحين.
ويميل الأشخاص الانطوائيين إلى تجنب النظر في عيون الآخرين أكثر، فيما الأشخاص المنفتحين يعقدون اتصال أكبر بالعين، ويستطيع الروبوت التقاط هذه المؤشرات ويكون قادرًا على التكيف معها، فهو يستخدم طرقًا للتكيف مع خصائص مستخدميه من خلال أنظمته الخاصة، مما سيساهم في تحسين نوعية الخدمة التي يقدمها للمحتاجين من الناس.
وتستمر صانعة الروبوتات الاجتماعية في التطور فالباحثون يسعون لتحسين العلاقة والتفاعل بين البشر والآليين، ففي سنغافورة وضع الباحثون نموذج لربوت "نادين" والذي يوصف بأنه الأحد في جيل جديد من الروبوتات الاجتماعية القادرة على التحدث مع الناس والتكيف مع ردودهم وتذكيرهم بالأحاديث السابقة.
وأشار صانعوه أن الروبوت يمتلك شخصيته الخاصة وهو قادرة على عكس المزاجية الايجابية والسلبية والعواطف المتعلقة به، ويمكن تسويق الروبوتات الاجتماعية في نهاية المطاف كمساعدين شخصيين في مكان العمل أو لمصاحبة الأطفال وكبار السن، ويمكن أن تصبح هذه التكنولوجيا أرخص بكثير في المستقبل.