مدريد - لينا العاصي
يمكن لسكان مدينة "Granada" أن يضيفوا "تويتر" إلى قائمة الأشياء التي منحتها أميركا للعالم بالإضافة إلى "ناطحات السحاب وموسيقى الجاز والكوكتيلات" ـ كما يقول Federico García Lorca، حيث أصبحت المدينة تستخدم الموقع في إدارة الخدمات العامة، مع وجود مؤتمرًا سنويًا مخصصًا لـ"تويتر".
وبدأ اهتمام العمدة "José Antonio Rodríguez Salas" بتجريب التكنولوجيا لتحسين المشاركة المدنية في مدينة "Jun" منذ العام 1999 حتى وصل الأمر إلى المجتمعات الافتراضية ومواقع التواصل الاجتماعي. وأوضح العمدة أنَّ "تويتر" ساعدهم في القضاء على البيروقراطية التي تم جلبها من قبل الفرنسيين.
وأشار إلى أنَّ "تويتر" ساعد في تقديم الأسئلة والحصول على الأجوبة بشكل سريع، مضيفًا: نحن نعد أوراقنا على "تويتر"، ما ساعدنا في متابعة جميع الأعمال بداية من المجالس البلدية حتى تنظيف الشوارع، فقررنا أن يكون للجميع حساب على "تويتر" ويتابع عمله من خلاله ويلمس تقدير الناس لعمله من خلاله أيضًا.
ودعا العمدة جميع سكان المدينة للانضمام إلى "تويتر"، وكان 600 فرد من سكان المدينة بالفعل سجلوا حسابات لهم على "تويتر" وأصبحوا يستخدمونها في حجز الغرف في القاعات وتحديد مواعيد الأطباء والإبلاغ عن الجرائم أو مصابيح الشوارع التي تحتاج إلى الإصلاح وحتى الحديث عن الوجبات المدرسية.
ومن جانبها؛ حاولت "Elena Almagro"، (60) عامًا، التي كانت تعمل فى تنظيف الأرضيات في عمر (9) أعوام ولم تكن تجيد القراءة والكتابة بسبب فقر أسرتها الشديد، تعلم استخدام "تويتر" بعد تشجيع عمدة المدينة لها، وانضمت إلى مركز لتعليم استخدام "تويتر" وشاركها مجموعة من كبار السن أيضا وشجعها على ذلك حفيدها البالغ من العمر (9) أعوام.
وأضافت: عندنا كتبت تغريدة للعمدة ورد عليَّا شعرت أنَّ كلماتي مهمة، وأدركت أنَّ كبار السن يمكنهم تعلم استخدام "تويتر"، وأصبحت استخدام الموقع للحديث بشأن الأعشاب ووصفات الطعام المختلفة.
ومن جانبه؛ أوضخ "Jun’s streetsweeper" أنَّه شعر بفرصة جديدة للحياة عندما استخدم "تويتر"، لاسيما عندما اشتهر "الهاشتاغ" الخاص به "@barredorajun"، مضيفًا: حصلت على نصائح من الكثيرين فيما يخص عملي واستطعت القيام بعملي على أكمل وجه.
واستطاعت مدينة "Jun" الاستفادة كثيرًا من استخدام التكنولوجيا في كل شيء، ما ساعد في تقليل نفقات مجلس المدينة وأحدث نوع من التواصل المباشر بين السكان، فضلا عن إمكانية تخفيض أفراد الشرطة من 4 أفراد إلى فرد واحد فقط يمكنه التجاوب مع كل شيء بداية من حوادث السيارات حتى النزاعات بين الجيران من خلال "تويتر". ولكن ماذا عن أولئك الذين لا يستطيعون استخدام الانترنت هل هم المحرومين؟.
وشدد عمدة مدينة "Jun" على أنَّ الجميع حتى كبار السن استطاعوا تعلم التعامل مع "تويتر" واستخدامه، مشيرًا إلى أنَّ هناك العديد من المراكز التي تُعلم الناس، وهناك وصلات "واي فاي" في جميع مراكز التدريب، موضحًا أنَّ خصائص "تويتر" جعلته أفضل منصة فورية وفعالة على الإطلاق لتبادل الرؤى بين السلطات والمواطنين.
واعتبر زميل معهد "ماساتشوستس" للتكنولوجيا، Deb Roy، أنَّ واحدة من خصائص "تويتر" الفريدة هو أنَّ توزيعه على نطاق واسع جدا يفوق طاقة البشر، كما يتميز "تويتر" ببث روح المرح وهذا واضح من سكان المدينة.
وأشار إلى فكرة سقراط، الذي كان يرى أنَّ زيادة الكلام هي موت للفكرة وللنقاش في ظل عدم وجود سلطة ثابتة يمكن سؤالها، إلا أنَّ وسائل التواصل الاجتماعي أتاحت المزيد من الخصائص ما يجعلها شديدة القرب إلى فكرة سقراط.
وأضاف: يجب البحث في كيفية توسيع التعامل مع "تويتر" مع المجتمع الأكبر، ويجب علينا التفكير في هؤلاء الناس الذين ربما لا يرغبون في استخدام "تويتر" بهذا الشكل، فضلا عن ارتفاع تكلفة الأجهزة والتوصيل لبعض الناس، مع الأخذ في الاعتبار أن مليار شخص فى العالم غير ملمين بالقراءة والكتابة.
ويبحث "Deb Roy" وفريق الباحثين في إمكانية تعميم تجربة مدينة "Jun" على مدن أخرى مثل "شيكاغو" و"نيويورك" و"سان فرانسيسكو" و"بوسطن". وأوضح Deb Roy أنَّ الأمر يثير نقاشا مستمرا بشأن ضرورة إشراك الجمهور وتحقيق أكبر استفادة من التقنيات التكنولوجية دون التأثير على سلوكنا البشرى، فهناك الكثير من القضايا التي تحتاج لنقاش فعلى حقيقي ولا يكفى مجرد تغريدات وفقط، وذلك على مستوى "تويتر" وشركات التكنولوجيا والحكومة أيضًا.