السفير الصيني في لبنان وانغ كيجيان

كان لبنان محطة مهمة على طريق الحرير القديمة من الصين إلى منطقة البحر المتوسط، لنقل الحرير والشاي الصينيين إلى أسواق أوروبا، من مدينتي صور وجبيل الساحليتين. واليوم عاد لبنان إلى هذه الطريق، مبدياً رغبة في الانضمام إلى مبادرة "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري في القرن الحادي والعشرين للتعاون الدولي"، التي تحدث عنها السفير الصيني في لبنان وانغ كيجيان في لقاء صحافي أمس، عارضاً نتائج "قمة التعاون الدولي حول شريط طريق حرير بحري في بكين، التي حضرها 30 رئيس دولة وحكومة و890 ممثلاً لحكومات من 111 دولة، و1500 مشارك.

وأكد وانغ أن المبادرة "وفرت منصة لتعاون دولي لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية في العالم". ولفت إلى أن هذه المبادرة لاقت على مدى السنوات الأربع الماضية تجاوباً من أكثر من مئة دولة، ووُقعت اتفاقات بين الصين وأكثر من 40 دولة في هذا الإطار.

وأوضح السفير الصيني أن بلاده تعهدت خلال القمة بتقديم مساهمات جديدة لدعم هذه المبادرة وهي زيادة التعاون مع دول الأوروبية والآسيوية حول القطار المباشر بين الصين والدول الأوروبية، وزيادة أصول لصندوق الطريق بمقدار 14 بليون دولار.

وأكد وانغ، أن باب الانضمام إلى هذه المبادرة مفتوح أمام دول أخرى كثيرة. وقال إن لبنان "أبدى رغبة في الانضمام للاستفادة من مشاريع التعاون بين الصين ودول المنطقة". ولفت إلى أن التبادل التجاري "يتقدم في شكل ملحوظ"، مشيراً إلى أن الصين "هي أكبر شريك تجاري للبنان على مدى السنوات الأربع الماضية". وأعلن أن "حجم التبادل بلغ 1.1 بليون دولار عام 2016".

وفي المجال المصرفي، شدد على أن لبنان يتمتع بقطاع مصرفي متطور وقوي، ونعمل حالياً على التحضير لتوقيع مذكرة تفاهم بين هيئات الرقابة المصرفية في البلدين، وهي جاهزة ونبحث في المسائل الفنية لتوقيعها، لمساعدة أي مستثمر صيني أو لبناني على الاطلاع على وضع أي مصرف لبناني أو صيني، لتسهيل التعامل بين رجال الأعمال والمصارف في كلا البلدين. ورحّب بأي مبادرة إلى فتح مكاتب تمثيل للمصارف في الصين، وبالعكس.

وأوضح أن حكومة لبنان تعمل على خطة وطنية لتطوير البلد، بما فيها منطقة الشمال، وبعد إنجازها يمكن الجلوس والبحث في نقاط الالتقاء بين هذه الخطة ومبادرة حزام طريق الحرير. وذكّر بأن هذا الحزام الاقتصادي لطريق حرير بحري مشروع طرحه الرئيس الصيني عام 2013. وقال إن "تطورت هذه المبادرة بعد أربع سنوات، إلى خطة شاملة وكاملة وتنفيذية والى مبادرات واتفاقات بين الصين والدول، وكان اطارها الجغرافي التركيز على القارة الآسيوية من الصين شرقاً إلى أقصى أوروبا غرباً، مروراً بآسيا وأوروبا الشرقية"

وبالنسبة إلى التعاون الاستثماري في لبنان، أكد السفير الصيني، أن "البحث مع الحكومة اللبنانية يتناول تطوير مرفأ طرابلس ومشاريع أخرى". وأشار إلى أن الصين قدمت أدوات مكتبية وأجهزة فحص أمنية كان لها دور كبير في مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات، كما ساهمت في تمويل مساعدات للنازحين السوريين.