الدوحة ـ قنا
منذ أن تعاقد الاتحاد القطري للبليارد والسنوكر على تنظيم بطولة العالم للبليارد تسع كرات وتحديدا من عام 2010 والاتحاد الدولي للعبة برئاسة الأسترالي إيان أندرسون وهو يعترف بفضل قطر في إعادة هذه البطولة للظهور من جديد بعد توقف دام لعدة سنوات، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أخذ الاتحاد القطري على عاتقة مسؤولية استمرار البطولة وتواصلها حتى عام 2017، ولهذا كان ضروريا أن نلتقي بالأسترالي إيان أندرسون رئيس الاتحاد الدولي للعبة ليتحدث معنا عن رأيه في كل ما تقدمه قطر لهذه اللعبة وعشاقها، ورؤيته أيضاً لكيفية زيادة أواصر التعاون وفعالياتها بين الجانبين لما يخدم اللعبة على مستوى العالم فكان لنا معه هذا الحوار.
في البداية يجب أن أؤكد على أمر مهم للغاية وهو أن الاتحاد الدولي بكل أعضائة بل وجمعيته العمومية حريصة كل الحرص على أن تشكر قطر واتحادها على ما يقدمونه من أجل استمرار بطولة العالم خاصة وأن إقامة مثل هذه البطولة ليس أمرا سهلا، فهي تضم أكثر من خمسين دولة يمثلهم 244 لاعبا في الدورين التمهيدي والأساسي، وتحرص قطر على أن تبدع دائما في التنظيم والإدارة لهذه البطولة وأصبح لدينا قناعة تامة على أن قطر هي منارة الرياضة في الشرق الأوسط فهذا أمر حقيقي ولا التباس فيه.
أعتقد أن النسخة الحالية هي الأفضل على الإطلاق لأنها شهدت أمرا غير مسبوق على مستوى ألعاب البليارد والسنوكر على الصعيد العالمي فهي البطولة الوحيدة في التاريخ التي يتم نقل جميع مبارياتها بلا استثناء على الهواء مباشرة من خلال تقنية عالية للغاية، وتضم 18 كاميرا لبث المباريات من على جميع الطاولات في وقت واحد، وهو أمر لم يحدث من قبل كما قلت، وهذا السبق القطري يساهم بشكل كبير في زيادة إعداد المتابعين من الجماهير في شتى أنحاء العالم بلا استثناء، وكان الأمر بمثابة مفاجأة سارة وغير متوقعة بالنسبة لنا في الاتحاد الدولي لأننا نعلم جيدا أن هذا البث ليس أمرا سهلا على الإطلاق، ولكن القدرات القطرية كفيلة بتذليل أي صعاب، وأعتقد أن أي دولة ستقوم بتنظيم أي بطولة مستقبلا ستحاول محاكاة التجربة القطرية.
بالطبع خاصة وأنه يعني انتشار اللعبة بالمجان عن طريق توفير أقوى بطولة بلا منازع أمام الجماهير لمتابعتها عن طريق موقع الاتحاد القطري على الإنترنت بالصوت والصورة وليس مجرد نتائج كما كان في الماضي، وبالتالي فإن إذاعة المباريات بهذا الشكل يزيد من جماهيرية البليارد وشعبيته على مستوى العالم، وهو من ضمن إيجابيات إقامة البطولة في قطر، لأنه لا توجد دولة أخرى كان لديها مثل هذه الأفكار المبتكرة.
أعتقد أن هذه النسخة هي الأقوى من الجانب الفني لاسيَّما وأن كل أبطال العالم السابقين حتى حامل اللقب في البطولة الأخيرة متواجدون في منافسات هذه النسخة، بالإضافة إلى اللاعبين المصنفين العشرين الأوائل على مستوى العالم أيضاً وأوائل وأبطال القارات كلهم موجودون ولا توجد اعتذارات أو غيابات.
لا يوجد تفوق أوروبي على مستوى البليارد العالمي ومن ينظر إلى ترتيب التصنيف العالمي سيجد أن هناك مشاركة بين اللاعبين الأوروبيين والآسيويين للصدارة، وهو ما يعني أنه لا يوجد تفوق لمدرسة على حساب باقي المدارس في البليارد، وعالم الاحتراف في هذه الرياضة لا يعترف بهذه النظريات القديمة، فمن الممكن أن يتألق أي لاعب ويتواجد ضمن اللاعبين العالميين مثلما هو الحال مع اللاعب الكويتي بدر الشاهين على سبيل المثال الذي يتواجد في قائمة العشرين الأوائل على مستوى العالم.
في رأيي أن قطر على تقديم المزيد من الدعم للبليارد على مستوى العالم، وبصراحة لا أستطيع أن أخفي أمنيتي بأن تقوم قطر بتنظيم بطولات أخرى بالإضافة إلى بطولة العالم لفردي الرجال في التسع كرات مثل بطولة الشباب أو بطولة الثماني كرات، وأؤكد أن قطر قادرة على تنظيم مثل هذه البطولات ببراعة مثلما تقوم بتنظيم البطولة الحالية.
أعتقد أنهم يملكون الموهبة وهي مهمة للغاية في مثل هذه اللعبات الفردية، ولكن في الوقت نفسه الموهبة وحدها ليست كافية لتحقيق الإنجازات والانتصارات، لأن هناك عوامل أخرى لابد أن نضعها في الحسبان مثل الخبرات المتراكمة فلا يمكن أن نتجاهل أن الاتحاد القطري للعبة حديث العهد، والمسؤولون فيه يقطعون خطوات كبيرة من أجل تقليل فجوة الخبرة بين لاعبي قطر ولاعبي الدول الآسيوية الأخرى، وأرى أنه في القريب العاجل سيكون هناك أبطال لقطر على المستويين القاري والدولي طالما أنهم يسيرون بنفس القوة.