القاهرة _ العرب اليوم
مرت على عيون الناس الكثير من الصور المؤثرة في عالم الرياضة، مر عليهم لاعب يبكي فرحاً أو حزناً، وآخر يسقط منهاراً لخسارة في وقت قاتل، ومنهم بكى تذكراً لمن فقده، لكن ليس هناك إلا صورة واحدة جعلت كل البشرية تشعر خجلاً مما تفعله!
كل ما سمعته عن الصورة أعلاه في شبكات التواصل الاجتماعي خطأ، فهي ليست كما تبدو عليه، فالماتادور لا يبكي حزناً على الثور، ولا أعلن اعتزاله لاحقاً، وليس هو الماتادور الشهير ألفارو مونيرا كما روج له في بعض الصحف الإنجليزية والإسبانية، بل هو شخص آخر.
الانطباع الأول: يظهر في الصورة ثور يقف أمام قاتله بنظرات عتب، في حين يبدو الجلاد خجلاً مما يفعل، وحسب مدونة Thelastarena المختصة بحلبات قتل الثيران، فإن الماتادور هو فرانشيسكو فارا، الذي استمر في القتل حتى عام 2012.
هذه الصورة تم الترويج لها بشكل مختلف، حيث تم تصويرها كنظرات عتب في عين الثور وكأنه يقول لقاتله : “من جعل لك الحق لتكون لعبتك هي قتلي؟”.. ويظهر الماتادور فيها يقول “أنا خجل من نفسي”.
في الحقيقة الماتادور كان يأخذ راحة لا أكثر وربما كان يمسح عرقه، ولكن ترويج الصورة بشكل مؤثر، جعل البشر يقفون أمام افعالهم التي يلهون بها، ويخجلون مما يفعلونه، سواء من إعلام يغطي مثل هذا الحدث، أو مشاهد يجد في ذلك رفاهية، أو قاتل يرى في ذلك لقمة عيشه.
هذه الصورة ومع تأثير شبكات التواصل الاجتماعي ساعدت على بدء ما كان يجب فعله منذ مئات سنوات، فرغم عدم صحة قصتها، لكن معناها صحيح بنسبة كبيرة، لتظهر تشريعات قانونية تمنع مصارعة الثيران في عدة بلاد ومناطق، بل حتى تم منعها في مناطق اسبانية التي ولدت فيها هذه الرياضة؛ مثل جزر الكناري وإقليم كتلونيا، ورفض مجلس النواب هناك اعتبارها رياضة تراثية في البلاد.