أشاد وزير "الخارجية" المصري الأسبق، السفير محمد العرابي، بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الولايات المتحدة، معتبرًا إلقاء كلمة مصر أمام تغيرًا جذريًا في العلاقات بين القاهرة وواشنطن، بعد أن شهدت قدرًا كبيرًا من التوتر والفتور، عقب سقوط حكم جماعة "الإخوان".

وأضاف العرابي ، لـ"العرب اليوم" أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، أيقنت أن عليها الاعتراف بشرعية النظام الجديد في مصر، وأن معاداة القاهرة خسارة كبيرة لها، كما أن السيسي اتبع في تعاملاته مع أوباما أسلوبًا استراتيجيا، خصوصًا بعد توطيد العلاقة مع روسيا.

وقال إن أوباما تخوف من تحالف مصر مع روسيا وهو ما قد يزيد الأزمة مع دولة استراتيجية مثل مصر، ما دفع المستشارون في الولايات المتحدة إلى الضغط على أوباما للاعتراف بثورة المصريين في 30 حزيران/يونيو. حسب قول.
ووصف العرابي كلمة الرئيس المصري في الأمم المتحدة، بـ"التاريخية"، مبينًا أنها ستظل علامة
فارقة في تاريخ رؤساء مصر وزعماء المنطقة العربية الذين حلوا ضيوفاً على الأمم المتحدة.

وبين أن السيسي نجح في توجيه الرسائل المختلفة الواضحة للدول الأعضاء، من بينها استقلال مصر وعملها على صناعة قرارها دون أي وصاية من دول العالم، مهما كان حجمها، إلى جانب إيضاح حقيقة ثورة المصريين، وأخطاء جماعة "الإخوان" في حكمها للبلاد.

وثمّن العرابي، دور الوفد المصاحب للرئيس في زيارته، التي حقق من خلالها إنجازات عدة في الملف الاقتصادي، لافتًا إلى أن هناك من تجمل مشقة السفر من أجل الوقوف إلى جانب رئيسه.

وتحفظ وزير "الخارجية" الأسبق على هجوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على مصر، مشددًا على أن ذلك يعد تدخلا في شؤون مصر الداخلية، وهو أمر مرفض، لافتًا إلى أن الرئيس التركي يشعر بالقلق من انتقال ثورة يونيو إلى بلاده.

وأوضح أن التحالف الدولي الذي شكلته الولايات المتحدة لمحاربة الجماعات المتطرفة، جاء بعد تحذيرات مصر والسعودية من مخاطر تلك التنظيمات المتشددة، والتحديات التي تواجه الدول، لافتًا إلى أن قرار الدولة المصرية بالمشاركة في مؤتمر جدة مهم، فضلا عن أهمية عدم الدفع بقوات مصرية للمشاركة في الحرب على تنظيم "داعش"، حتى لا تتشتت الأهداف.

وأبرز أن السيسي نجح في توحيد إرادة المصريين نحو هدف واحد، وهو التنمية، كما حقق إنجازات ملموسة على مستويات مختلفة على رأسها الاقتصاد والأمن، مضيفًا أن السيسي نفى تأجيل الانتخابات البرلمانية، وأكد على إتمامها خلال الفترة المقبلة، ضمن خارطة الطريق.