الخرطوم - محمد إبراهيم
رأت القيادية في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان عائشة الغبشاوي، أن "الاقتصاد السوداني في طريقه الى الانهيار"، واصفة الازمة الاقتصادية في السودان بأنه " أزمة ضمير قبل ان تكون ازمة نقص في النقد الأجنبي وغيره" ، مشيرة الى أنه قبل ايام "عدَّد الخبراء الاقتصاديون الاسباب التي قادت إلى الازمة وباتت معلومة للجميع، ولاسيما الترهل الحكومي البائن، الى جانب كثرة المجالس التشريعية، فضلا عن كثرة الوزراء ومن هم في مرتبة وزير ما أرهق ميزانية السودان".
وجزمت الغبشاوي في مقابلة مع "العرب اليوم": بأن "الفساد أصبح يجري في دم أي سوداني، ومن المفارقات الكبيره انه مثلاً عند زيادة 5 جنيه الى أن سعر الغاز اصبح سعر "الاسطوانة" الرسمي 80 جنيهًا وفي محال التوزيع بـ125 جنيهًا , لذلك اي فرد يجد اي فرصة في صحن المواطن لايقصر فيها، وقس على ذلك. واوضحت الغبشاوي أنه على الرغم من اننا في المؤتمر الوطني نعلن الشريعة الاسلامية ونهتدي بهدي الاسلام، فكان لابد أن نترك خلال الـ (27) عاماً التي حكمنا فيها السودان بصمات واضحة جدا على سلوك واخلاق الشعب السوداني، وان تكون الحكومة نفسها مع الشعب في نفس المستوى من الانضباط الاسلامي، وان تعلي من قدر الشورى والحرية والمساواة وترفع راية العدل وترفع الظلم".
وطالبت "بمحاسبة و صلب كل من تورط في فضيحة القطارات غير المطابقة للمواصفات التي تم إستجلابها من الصين". وشددت على أن "المُحاسبة من صميم المبادئ الاسلامية المعروفة في النظام الساسي، ويجب ان تكون موجوده وان تكون هي الحاكم اولًا واخيرا."
وتابع الغبشاوي تقول: " لو انتهجنا منهج النبوة، وقام القائمون على امر المؤتمر الوطني بقرآءة متأنية للسيرة النبوية، لكنا فعلا الأفضل واخرجنا البلاد مما هي عليه الى افضل الاحوال , لكن المسافات بعيدة جدا.
وشددت على انه لابد للقائمين على امر المؤتمر الوطني التواثق والتواضع والإعتراف بالاخطاء. وأضافت "نحن بشر غير معصومين نخطئ ونصيب".
وتابعت الغبشاوي "يجب ان نعترف باخطائنا ومعالجة الاخطاء فوراً، ويجب تفعيل مفوضية الفساد ومحاسبة اي شخص مخطئ مهما كان ,واطلاقاً لا يوجد شيء اسمه الحصانة في الاسلام , هناك التقوى وكلكم لادم وادم من تراب والخاصية الوحدية التي تميز الانسان عن اخيه الانسان هي التقوى. وقالت إن "الحصانة الممنوحة للمسؤولين اصبحت ستارًا يلعب من ورأها الاخرون ويفعلون باسمها الافاعيل، ولابد ان تنزع حتى يتم العلاج الجذري لقضية الانهيار الاقتصادي ويتعافي ليؤدي دوره المناط به من حيث التعليم والصحة والخدمات، والان كل شيء كسيح ومشلول في البلد .