بغداد- نجلاء الطائي
كشف عضو لجنة النزاهة النيابية عادل نوري، أن اكثر من 300 دبلوماسيًا وموظفًا من كوادر وزارة الخارجية، تورّطوا في جرائم تزوير شهاداتهم وفساد إداري ومالي، لافتًا إلى بدء الوزارة المذكورة بسلسلة تغييرات واسعة طالت موظفي السفارات والملحقيات والقنصليات العراقية خارج البلاد وذلك لتعيينهم في السنوات الماضية بواسطة قرابتهم مع مسؤولين حكوميين أو أحزاب سياسية، أو حتى على خلفية فساد مالي.
وأوضح عادل نوري لـ "العرب اليوم" أن "بعض الموظفين الدبلوماسيين لم يكملوا الدراسة الثانوية، ولم يعملوا سابقاً في أية مهنة، وتم جلبهم ووضعهم في سفارات مهمة في دول مهمة، مثل الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا، ودول أوروبية وأخرى عربية"، مؤكداً أن "غالبيتهم ينتمون لأحزاب مشاركة بالعملية السياسية أو أنهم أقرباء الوزير أو من معارفه، وأن البرلمان أيّد هذا الإجراء، ويجب أن تكون التعيينات أو تسمية الموظفين الجدد وفق معايير سليمة".
وأكد نوري أن "الجعفري تسلّم ملفات فساد إدارية، ولكنه لم يتخذ أي إجراء بخصوص هذا الشأن" مشيرًا إلى أنه يشعر بالإحباط من أداء وزارة الخارجية، ومبيّنًا أن "الدبلوماسية العراقية تمثل العراق في الخارج، وهي وجه العراق، وعلى من يعمل في هذا السلك أن يكون مؤهلاً وقادراً على إدارة دفة الدبلوماسية، وأن أي إجراء منصف تصدره الجهات التنفيذية نرحّب به بهدف ترتيب عمل الوزارات العراقية، سواء أكانت وزارة الخارجية، أم بقية الوزارات الأخرى".
وطالب نوري بمواجهة ما وصفه بـ"التحديات"، لعدم وجود قبول من دول الجوار للعملية السياسية في البلاد، داعيًا الى ضرورة استجواب الجعفري بسبب ترهل السفارات العراقية في الخارج، وتعيين موظفين تابعين لأحزاب معينة غير مؤهلين لإدارة تلك السفارات، فضلاً عن فضائح ومشاكل كبيرة سبّبها أولئك السفراء والموظفون في بعض دول العالم.
وتأتي الدعوة لتغيير موظفي وزارة الخارجية وسفارات العراق في الخارج، في وقت تصاعدت فيه مطالب سياسيين وأحزاب وكتل سياسية في البرلمان العراقي بضرورة استجواب وزير الخارجية، إبراهيم الجعفري، بسبب ضعف أدائه الدبلوماسي واتهامه بقضايا فساد، وكان الجعفري كشف خلال أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عن وجود 32 سفيراً عراقياً، من أصل 66 سفيراً، يحملون جنسيات أخرى غير عراقية، وهو ما اعتبره سياسيون مخالفاً للدستور وللأعراف الدبلوماسية، وتصاعد التذمر من قبل العراقيين في الداخل والخارج من أداء وزارة الخارجية العراقية بعد تولي الجعفري منصب الوزير، والذي أسفر عن ضعف أداء السفارات وتعيين موظفين غير مؤهلين، سببوا مشاكل كبيرة في مختلف دول العالم،
وطالبت كتل سياسية في البرلمان العراقي بضرورة استجواب وزير الخارجية لضعف أدائه الدبلوماسي وتمثيله الضعيف للعراق في مختلف المحافل الدولية حول العالم، فيما دعا سياسيون عراقيون وكتاب ومثقفون ومواطنون إلى تغيير الجعفري وسفرائه في الخارج، واصفين إياه بأنه "أفشل" وزير خارجية في تاريخ العراق الحديث، وعصف عدد من الفضائح السياسية بوزارة الخارجية العراقية بعد تولي الجعفري للوزارة، أبرزها فضيحة "الموظفين الفضائيين"، التي كشفت خيوطها في مايو/ أيار الماضي، والتي أظهرت وجود موظفين وهميين في عدد من السفارات العراقية في الخارج، تبعتها فضيحة أخرى ذكرتها مصادر دبلوماسية عراقية، تتعلّق بتعيين أحد السفراء العراقيين موظفين غير عراقيين في السفارة،
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل لاحقت عدداً من السفراء العراقيين، وموظفيهم في الخارج، فضائح أخلاقية عديدة نشرتها وكالات أنباء عالمية في أوقات سابقة، ويشكو المواطنون العراقيون في الخارج من سوء تعامل موظفي السفارات العراقية معهم، وجهلهم بالكثير من التعاملات الرسمية، وعدم اكتراثهم بالجاليات العراقية، و"الروتين" المزعج في إنجاز معاملاتهم الرسمية، وأصبحت وزارة الخارجية العراقية، بعد تولي الجعفري إدارتها، من أكثر الوزارات العراقية إثارة للجدل بين العراقيين على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب خطابات الجعفري المبهمة وغير المفهومة، التي أصبحت مثار سخرية للكثيرين.