بغداد ـ نجلاء الطائي
يتوقع الخبير الأمني هاشم الهاشمي أن جماعة "الرايات البيض"، هي كردي متمردة على الحكومة المركزية، وتقوم بعمليات ضدها بعد استرجاع قواتها لكركوك، والمناطق الأخرى المتنازع عليها التي يطالب الأكراد بضمها إلى إقليمهم الشمالي.
وقال هاشم الهاشمي في تصريح لـ" العرب اليوم "، أن عناصر جماعة " الرايات البيضاء " هي كردي متمردة على الحكومة المركزية، وتقوم بعمليات ضدها بعد استرجاع قواتها لكركوك والمناطق الاخرى المتنازع عليها، التي يطالب الأكراد بضمها الى اقليمهم الشمال، جازما بانها ليست من بقايا "داعش"، مبررًا ذلك لأن الجماعات المتطرفة لا تتخذ من اللون الأبيض شعارًا لها .
وأضاف إلى أن تلك الجماعات تعد كل ذي روح محرمة صورته، لافتًا إلى أن صورة الأسد لا علاقة لها بالمبادئ والشعارات، التي ترفعها الجماعات الإسلامية، وأوضح أن عناصر هذه الجماعة ينتمون إلى حزب العمال الكردستاني التركي، وآخرين تابعين لرئيس الاقليم السابق رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، لمهاجمة أهداف عسكرية للجيش العراقي، ومقرات وتجمعات عناصر الحشد الشعبي.
وأكد الهاشمي ان في غياب اي موقف حكومي، من المعلومات التي بدأت تظهر عن هذه الجماعة المسلحة وانتمائها وفكرها تبقى التخمينات، مختلفة حول هويتها الى ان تعلن هي بنفسها عن وجودها وأهدافها وفكرها.
وبشأن هروب التنظيمات المتطرفة واختبائهم في الانفاق والتلال والصحاري ذكر الهاشمي ان تلك التنظيمات تهدد بالهجوم المستمر، على القرى المجاورة لتلك المناطق المفتوحة والقيام بعمليات الإنهاك والاستنزاف، والتي يمكن أن يقودها بضعة عشرات من الفلول .
وأضاف الى ان تلك الخلايا "تسلّلت" للمناطق المحررة حديثًا والمناطق المستقرة نسبيا في نينوى وصلاح الدين وديالى والأنبار وكركوك، المتربصون بالثغرات الأمنية وتباعد نقاط السيطرة والمرابطة وبعد معسكرات ومخازن الإمدادات، وضعف الجهد الاستخباري .
ولفت الى ان المتطرفين العشائريون في تلك الأرض المفتوحة، لا مانع لديهم على الإطلاق، من التحالف مع العشائر مقابل تبادل الحماية والمواقف، وبالتالي يتم التخادم بضد من بقية القوى النظامية العسكريّة والمناطقية والحشدية المساندة، ليس لاحتلال قرى الأطراف، ولكن للإطاحة بما بناه قادة القوات المشتركة العراقية، من ثقة تعايش في المجال الاجتماعي والأمني، وبما بناه الجهد الحكومي، من ثقة في الإصلاح التعليمي الديني في جوامع الوقف السني.
ويرى الهاشمي أن هدف الجماعات التكفيرية المسلحة، وفلول "داعش"، ليس العودة إلى ارض التمكين واقامة احكام الخلافة المزعومة فقط، ولكن الهدف هو الانتقام من المدن الطاردة والرافضة لأحكامهم، ونمو التسامح والتعايش.
وتابع ان تلك الجماعات المسلحة، ضد الديمقراطية ووسائلها وضد العمل الحكومي وتحرم الانتخابات وهم ضد نتائج الصناديق الانتخابية، وهم ضد إمامة الصوفي والإخوان والمذهبي والسلفي، وكل المورثات والتقاليد والأعراف خارج حدود سردهم المقدس يعتبرونها من مسائل الجاهلية، التي منعتها "مناهجهم المتشدّدة".
وكشف الهاشمي عن اماكن تواجد تنظيم " داعش"، في البادية المحصورة بين منطقة" الجزيرة" غرب العراق والبادية الشامية شرق سورية بالذات، مبينا أنها بدأت بالتأسيس لما أُسميه "الحلقة الصلبة الحامية لنواة الخلافة".
وأشار إلى إقامة حلقات من البدائل الدفاعية السرية لحماية مجلس الإمارة، ومجلس الشورى وأهل الحل والعقد واللجنة المفوّضة، مبينًا أن تلك الحلقات تتمثل بالدعاة والناشرين، وشيوخ عشائر وتجار وضباط سابقين، الذين لم تم تأشيرهم أمنيًا أو تهمتهم بالإرهاب.