الخبير في الشؤون الأمنية أحمد ميزاب

أكدّ رئيس اللجنة الجزائرية الأفريقية للسلم والمصالحة، والخبير في الشؤون الأمنية، أحمد ميزاب، أن الجيش الجزائري أثبت قدرته في حماية أمن الحدود وكذا الأمن الداخلي، بفضل التنسيق الكبير والمتميز الموجود بين العمل الاستخباراتي والجهاز العملياتي.

واستدل ميزاب، في مقابلة مع "العرب اليوم" بالكميات الكبيرة التي يحجزها الجيش الجزائري دوريًا، عبر عدة محاور حدوديّة، وهذا بفضل الرؤيّة الاستراتيجيّة للجيش الجزائري والاستراتيجيّة المحكمة التي تؤكد نجاعتها وأهمية المعلومة الأمنية التي تجعل قوة المبادرة بيده ومنها يفوّت الفرصة على من يسعون للعبث بأمن الجزائر كما يعود ذلك للرؤية الدقيقة للقيادة العليا والتي تسعى للتجسيد الأمثل لكافة الخطط الأمنية بدقة ومهنية عالية.

وأرجع رئيس اللجنة الجزائرية الأفريقية للسلم والمصالحة، أسباب ارتفاع كمية الأسلحة المحجوزة، إلى حجم المخاطر الأمنية العابرة للحدود بكافة أنواعها والتي أخذت منحى تصاعدي، ولذلك تشهد الجزائر محاولات شبه يومية لاختراق الحدود وارتفاع كميات الأسلحة المراد إدخالها، مشيرًا إلى أنّ كميّة  الأسلحة التي حُجزت خلال سنة 2016 تجاوزت بكثير ما تم حجزه سنة 2015 و 2014.

وأوضح أحمد ميزاب، أن التدابير المُتخذة في إطار تأمين الحدود كفيلة بضبط الأمور والدليل العمليات النوعية التي ينفذها الجيش الجزائري والإحباط  المتواصل للمخططات الإجرامية ونجاعة العمليات الاستباقية. وأضاف الخبير في الشؤون الأمنية، أن الجيش الجزائري مُطالب في الظرف الراهن بالحفاظ على اليقظة والجهوزية التامة وعدم التراخي، بدليل الرسائل والزيارات الميدانية لنائب وزير الدفاع الجزائري، بالإضافة إلى تعزيز الوحدة الوطنية التي ستدعم الإنجازات الكبرى التي يحققها الجيش الجزائري.  

وأكد أحميد ميزاب، أن الجزائريين عليهم أن يدركوا جيدًا أن المخاطر المحدقة بالجزائر في تزايد مستمر بالنظر إلى غياب الاستقرار وحالة الفوضى السائدة في دول الجوار، وهو ما يجعل تدفق الإرهابيين والمهاجرين غير الشرعيين عبر الحدود، مشيرًا إلى أنه تم تسجيل محاولات ربط بقايا الجماعات الداخل بالخلايا النشطة في بؤر التوتر إلا أنها لم تفلح نظرًا للعمليات الناجحة للمؤسسات الأمنية التي توجه ضربات في العمق وتقطع كل طرق إمداد أو تواصل مما جعل تلك المخططات تنتهي بالفشل، فهي تصطدم بجدار قوي اسمه الجيش الجزائري.

وتطرق من جهة أخرى ميزاب للحديث، عن الدور الذي تلعبه الجزائر لحل الازمات التي تتخبط فيها بعض دول الجوار، قائلا "  اعتقد أن جهود الجزائر لصناعة السلام والاستقرار مستمرة رغم صعوبة الأزمات وتعقدها وتشابكها، لكن حسب المتابعة فالجزائر بإمكانها تحقيق ما عجز عنه الكثيرون لأنها تمتلك أوراقًا رابحة وحنكة، مشيرًا إلى أنها تنطلق في حلها للأزمات، من ثوابت، ولا هدف مصلحي لها في أية قضية، وهو ما أثبتته في طريقة معالجتها للأزمة المالية، وكيفية تصدّيها للقوى الفاعلة دوليًا، ونفس الأمر بالنسبة للأزمة الليبية، فكانت تدرك جديًا إلى أين ستتجه الأزمة، كما أنها حذّرت من مغبة التلاعب بالملف السوري وتسويقه على أساس ثورة شعبية.

وختم رئيس اللجنة الجزائرية الأفريقية للسلم والمصالحة بالقول، إن الجزائر رائدة بموجب التصنيفات التي حظيت بها على المستوى الدولي، مستدلًا بالمراكز المتقدمة التي صُنف فيها الجيش الجزائري.