الخرطوم ـ محمد إراهيم
وصف القيادي في الحزب الحاكم في السودان "المؤتمر الوطني" الدكتور ربيع عبد العاطي الوضع السياسي الراهن في السودان بأنه يعيش فترة "بيات شتوي" في الوقت الحالي نتيجة لتأخر تنفيذ توصيات الحوار الوطني، وشدّد علي أنها كان ينبغي أن ترى النور وتُنفذ خلال الفترة الماضية علي ضوئه تُشكل حكومة جديدة تسمي "الوفاق الوطني" وقال "منذ أن انتهى الحوار وأجيزت الوثيقة الوطنية الشارع السوداني يترقب ولكن الأمور تمضي بصورة بطيئة جداً".
وأشار ربيع عبد العاطي لـ"العرب اليوم" إلى أن تأخير تشكيل حكومة الوفاق الوطني أثر على الأجواء السياسية في البلاد والرآي العام، وأضاف "إذا تأخر الأمر أكثر من ذلك أخشى أن يؤدي إلي إحباط"، وعن عودة زعيم المعارضة السودانية إلى البلاد رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي قال "إنه كان يتوقع أن يكون لديها أثار إيجابية أكثر ، وأشار إلى أن حالة الجمود التي تسود المناخ السياسي أثرت علي تداعيات عودة المهدي، خاصة وأن الرجل له لديه صلات وعلاقات وتفاهمات مع المعارضة المسلحة وتحديداً الحركة الشعبية قطاع الشمال وحركات دارفور المتمردة، وحتي الآن لا نري أي أثر لتحركات المهدي في جانب تحقيق السلام في السودان.
وعلي الصعيد الخاص لحزبه الحاكم يري أن وجود الصادق المهدي مهم في الفترة الحالية لإستقرار البلاد وقال " لا أجد مبرر لغياب الرموز السياسية في الخارج لأن وجود هم بالداخل يُحرك العمل السياسي"، وبشأن الأزمة في السودان قال إنها مُعقدة ومركبة لا يمكن تفكيكها عن بعضها وأشار إلي أنها تعقدت نتيجة للأزمة الإقتصادية وفقدان النفط وذهابه لدولة جنوب السودان، هذا بالإضافة للأزمة السياسية لعدم قبول الممانعين للحوار.
وعن رفع العقوبات الإقتصادية الأميركية عن السودان شدد علي أن الجميع يستعجل نتائجها الإيجابية ونوه إلي أنها لا يمكن أن تحدث بين ليلة وضحاها وتحتاج لقدر من الصبر خاصة وأنها إستمرت لأكثر من عشرين عاماً وخلفت أثاراً مدمرة للإقتصاد هذا فضلاً عن الوضع الإقليمي، والاضطرابات والنزاعات في العالم العربي وإنعكاساتها المُباشرة وغير المُباشرة علي السودان وأضاف "نحن لسنا بمعزل عن كل ذلك وأذماتنا تشبه وأقع الكثير من الدول التي تتاثر بالاذمات الداخلية والوضع الاقليمي والدولي لكن أملنا أن هنالك مجهودات تبزل كالحوار ورفع العقوبات وكلها محاولات ومجهودات نأمل أن تأتي بنتايج إيجابية".
وشدّد على أن السودان ليس بمعزل عن الواقع الاقليمي وتأثر بما حدث ويحدث في العالم العربي والاسلامي خاصة الأوضاع في ليبيا ومايجري في سورية والحرب في اليمن ودولة جنوب السودان، وعن تصريحات عدد من السياسيين في السودان مؤخرًا بشأن تطبيع العلاقات مع إسرائيل أخرهم رئيس حزب الوسط الإسلامي د. يوسف الكودة قال عبد العاطي إنه ليس مع الكودة أو ضده وأشار إلي أن اليهود كانوا متواجدين في المدينة المنورة في عهد الرسول محمد صلي الله عليه وسلم وأضاف "لا نقول أننا لا نعترف بأهل الكتاب فالإسلام يتعايش مع الديانات الأخري ولكنا نتحدث عن دولة إسرائيل وانتهاك حقوق الفلسطينين" وأشار إلى أن القضية محسومة دينياً فيما يتعلق بالتعامل مع أهل الكتاب، وأضاف "نحن نتحدث عن إسرائيل التي تقتل وتغتصب وتتأمر".
وأكد على أن تطبيع العلاقات مع أميركا تبادل المصالح يختلف تماماً من تطبيع العلاقات مع إسرائيل ونوه إلي أن أميركا تأوي المسلمين والمسيحين وجميع الديانات وتوفر لهم حقوق متساوية ولكن إسرائيل دولة عنصرية وقائمة على الصهيونية وقتل المسلمين، وبشأن تصريحات عدد من قيادات حزبه المنادية بدعم "حماس" قال انه مع دعم أي فكرة لنصرة المظلومين والعبرة ليس بالاسماء ولكن بالمضامين وأضاف "إذا كان هنالك من يسمي محمد وظالم هذا لن يشفع فالمسألة ليست أسماء بل قيم".